آخر الأخبار

السرقة… من طريق شرعي

 



 

عز الدين البغدادي

 

هل تذكرون نكتة "السياحة الدينية" التي كان مساكين الشيعة يرددونها وهم يتحدثون بفخر واعتزاز بالنفس عن الفوائد التي يمكن أن تحصل عليها "المدن الشيعية" منها؟ سياسيون ورجال دين وعامة الناس كلهم يرددون هذه الكذبة منهم من يسوقها ومنهم من يصدقها.. قنبلة مدوية فجرها رئيس مجلس محافظة كربلاء نصيف جاسم الخطابي الذي كشف عن وصول 100 مليار دينار (وأكرر 100 مليار دينار ) مقدمة من رئاسة الوزراء دعما للزيارات المليونية التي تشهدها المحافظة سنويا . تصور كم من الانجازات الخدمية التي يمكن انجازها؟ هل يعقل هذا؟ أي جنون نعيش فيه؟ هناك مدن لا يتوفر فيها ماء الشرب، هناك مستشفيات لا يتوفر فيها الحد الأدنى من مستلزماتها أو من الأجهزة الطبية أو الدواء، بأي مبرر شرعي أو فقهي أو رؤية سياسية أو إدارية مالية تهدر فيها كل هذه الأموال؟ ووفق أي قواعد إدارية تصرف وزارة الأموال مثل هذا المبلغ الجنوني؟

 

السعودية تربح كل سنة ما يقارب 16 مليار دولارا من الحج، ونحن نخسر المليارات؟ انتم مجانين؟ يا الهي لماذا لا يتكلم علماء الدين؟ هل يعرفون بنسب الفقر في السماوة والناصرية؟

 

هل يعلمون ان مدارس الطين لا زالت في جنوب العراق؟ هل يعرفون ان كثيرا من اسر الشهداء لا زالت تعيش بشكل مهين غير إنساني؟ لماذا يتملق المثقفون والإعلاميون لهذا التصرفات والسلوكيات؟ حرام شرعا حرام شرعا هدر هذه الأموال بأي وجه كان، وعنوان الزيارة لا يبيح مثل هذه السرقة المروعة.

 

إرسال تعليق

0 تعليقات