علي الأصولي
الصحبة بمجردها لا تدل على مكانة ولا على شرفية ما لم تكن هذه
الصحبة بشرطها وشروطها وهذا أصل أصيل ينبغي عدم إهماله،
نعى رسول الله(ص) سبطه الحسين بن علي(ع) في أكثر من مكان وزمان
وموقف محذرا وعدم نصرته، وبالرغم من البيانات النبوية قد سمعها كثرة من الأصحاب
إلا أن التخاذل كان سيد الموقف تجاه الحسين(ع) وهذا التخاذل أما أن منشأه المعادة
للعائلة العلوية من أصل أو كان منشأه الوقوف على التل انتظارا وما ستؤول إليه
الأوضاع مستقبلا ،
نعم: لم ينصر الإمام الحسين(ع) من أصحاب جده رسول الله(ص) إلا قلة
منهم، ناهيك عمن كان بعيدا عن الحدث او الأحداث او من كان مريضا أو من أصحاب
الأعذار الشرعية ومنها كبر السن، بالتالي الخذلان ليست أول مرة يخوض تجربتها
ويصطدم بجدارها أرباب البيت العلوي على يد جملة من الصحابة، ودونك بيعة الغدير
التي شهدها من شهدها وعرف عنها من عرف وكانت النتائج، نتائج السقيفة لا تسر الصديق
بالتالي،
نعم: من استشهد من أصحاب النبي(ص) في واقعة كربلاء ستة انفر (انس
بن الحارث الكاهلي وحبيب بن مظاهر الأسدي وعبد الرحمن بن عبد رب الأنصاري وعمار بن
أبي سلامة الدالاني ومسلم بن عوسجة بن سعد بن ثعلبة. ويحيى بن هانىء بن عروة)
وابرز من اتخذ موقف المتفرج والوقوف على التل هو (عبد الله بن عمر
وعبد الله بن الزبير والبراء بن عازب) وغيرهم كثير ،
فإذا عرفت هذه المقدمة، أقول أن عرفت ما سطرناه أعلاه وخارطة
بيانات الأصحاب تجاه الحدث الكربلائي،
فسوف تسقط فرضية عدم نصرة أصحاب رسول الله(ص) لابن بنت نبيهم(ع)
ودعوى منبهيتها وكاشفيتها على عدم النصوص النبوية التي تنبأت بمقتله، بالتالي لا
ملازمة بين منحولية النصوص النبوية المحذرة من مغبة عدم النصرة مع الإمكان وحالة
الخذلان، فتنبه كثيرا ولا تقع بفخ المغفلين، والى الله تصير الأمور ..
0 تعليقات