علي الأصولي
العنوان أعلاه لا يختلف عن عنوان - نزيل مدينة الضباب - في مقاله
الموسوم - الحسين الحقيقي غير حسين المنابر –
ولكن نختلف مع دعواه الناصة على من أراد معرفة حركة الحسين بن علي
(ع) من المدينة إلى مكة ومن ثم إلى العراق،
بشكل واقعي وحقيقي مشروط بنزع ثوب الإمامة الإلهية.
وقد فات الخصم غفلة أو استغفالا - حتى لو تم خلع الإمامة الآثنى
عشرية عن شخص الحسين (ع) لا يمكن الوقوف على - حقيقة وواقعية - حركته لأننا ببساطة
نخضع لنقولات المؤرخين في أصل النقل وملابساته، مما نحتمل توهم بعض النقولات
وكذبها ونحو ذلك.
نعم: حاول المستشكل أن يقدم نظرة أو هدف الحركة والخروج - وهذه
النظرة ليست له بل تبناها ممن سبقه - إذ قال: خرج الحسين بن عليّ "ع"
إلى العراق بسبب رسائل أهل الكوفة وبيعتهم له على الخلافة السّياسيّة الّتي كان
يرى في نفسه أهليّته لها ولو من خلال منطق القرابة، فلا تغرّنك النّصوص المولودة
لاحقاً في ادّعاء أنّه خرج من أجل الشّهادة؛ فهذه تصوّرات اجتهاديّة لاحقة حدت
إليها مجموعة أوهام أبرزها الإمامة الإلهيّة والاثنا عشريّة، وكان "ع"
حريصاً كلّ الحرص على عدم سقوط قطرة دم واحدة بسببه حتّى أواخر حياته الكريمة،
ولكنّ لمّا رأى أعداء الإنسانيّة وضعوه بين السلّة والذّلة لم يكن له خيار غير
القتال والمواجهة، فتأمّل كثيراً، أنتهى:
بيد أن من يحاول أن يتفهم الواقعية في النقولات التاريخية لا يرفع
اليد عن اي احتمال إذ ربما في تراكم الاحتمالات تظهر النتائج المغفول عنها،
ولذا تمسكت في غير هذا المقام بنظرية تعدد الأهداف التي تكون جامعة
وأقرب للواقع التاريخي من دعاة ما يسمى بالتنوير - المتطرف - والى الله تصير
الأمور .
0 تعليقات