علي الأصولي
لم تنطلق الموسوعة المهدوية من افتراض لا أساس له ( وهو وجود
المهدي ) وتم تشييدها على مصادرة كما حاول المستشكل أيهام قراءه بطريقة مؤسفة
فتراه مرة يعنون مقالاته تحت مسميات ذات دلالات تهكمية كان يمكن له الاستعاضة
بمفردات أكثر للياقة واحترام لبحث قضية تشكل عند الشيعة وغير الشيعة حضورا في
الوجدان الديني الإسلامي العام، ( يمكن ملاحظة بعض العناوين هناك من قبيل السمند و
،،،، عطوة ) الخ !
ما يهمنا هو البحث عن حقيقة ادعاء المصادرة التي بنيت على أساسها
الموسوعة، وهل هي حقا من مقولة المصادرة أم أنها دعوى هوائية أطلقت لاستهداف شريحة
معينة من القراء ؟
تعالوا معي لنتوقف قليلا على خريت علم الرجال في العصر الحديث
وأعظم من مثل المدرسة النائينية فقها وأصولا اعني به السيد المحقق الخوئي الموسوي،
المعروف في الوسط بالتشدد السندي الرجالي،
المعروف عن المحقق الخوئي بالتشدد حول قبول الرواية حسب مبناه
المختار، ولكن لنا أن نسأل في اي حصة يتشدد السيد الخوئي من حصص أصناف أو أنواع
الروايات،
فيقال: أن المنهج الخوئي في الروايات وتشدداتها يقع في دائرة
روايات الآحاد، لا الروايات المستفيضة،
ولذا قراءنا ( مصباح الأصول ج٣) للسيد الخوئي يصرح بهذه الحقيقة إذ
أفاد:
الكلام في ما يتوقف عليه الاجتهاد ،
وأما علم الرجال، فان قلنا بأن الملاك في جواز العمل بالرواية هو
الاطمئنان بصدورها عن المعصوم (ع) وأنه يحصل بعمل المشهور بها وإن كانت رواتها غير
موثوق بهم، وأن إعراضهم عنها يوجب الاطمئنان بعدم صدورها وإن كانت رواتها موثوقا
بهم، فتقل الحاجة الى علم الرجال، إذ بناء عليه يكون الملاك في جواز العمل
بالرواية وعدمه هو عمل المشهور بها وعدمه، فان عمل الأصحاب بالرواية وعدمه يظهر من
نفس كتب الفقه، بلا حاجة الى علم الرجال. نعم في الموارد التي لم يحرز عمل المشهور
بالرواية ولا إعراضهم عنها، كما إذا كانت المسألة غير معنونة في كلامهم، لابد في
العمل بها من معرفة رواة الحديث ليحصل الاطمئنان بوثاقتهم.
وأما إن قلنا بأن الملاك في جواز العمل بالرواية إنما هو ثبوت
وثاقة رواتها، وأنه لا عبرة بعمل المشهور بها أو إعراضهم عنها، فحينئذ تكثر الحاجة
الى علم الرجال واستعلام حال الرواة من حيث الوثاقة وعدمها. وقد بينا صحة القول
الثاني عند التكلم في حجية أخبار الآحاد.... انتهى:
والملاحظ أن التشدد خاص بروايات الآحاد، ومعلوم أن روايات الإمام
المهدي (ع) ليس منها إذ أنها تتصف بالمستفيضة المشهورة،
ان قال المستشكل: المصادرة ليس في نفس روايات المهدي ولا مناص
والقول باستفاضتها، بل أن الكلام كل الكلام هو في روايات الولادة،
وفيه: حتى مع التشدد السندي وهو مبنى السيد الخوئي يمكن القول بإن
بعض روايات الولادة تامة سندا
وكيفما كان: لو ضممنا رواياتنا المستفيضة وروايات العامة فلا مناص
والإيمان بفكرة المهدي (ع) واذا ضمننا بعض الروايات صحيحة السند في خصوص الولادة
ثبت المطلوب،
واذا ثبت المطلوب، فلا معنى ودعوى كون الموسوعة مبنية على مصادرة
كبراها وجود الإمام المهدي كما يحلو للخصم ان يسمها، وإلى الله تصير الأمور،
0 تعليقات