آخر الأخبار

الإسلام والدولة الوطنية الحديثة

 

 


د/ حيدر موسى القريشي

 

 

 

يقولون:(الإسلام لايعرف الحدود..) و(ان الوطنية لا يوجد دليل شرعي يؤيدها...)، واستدلوا (بان الإسلام لو يعرف الحدود لما هاجر النبي(ص)من مكة...) وكذلك لم يخرج الإمام الحسين الى العراق...)!!!

 

يمكننا القول:

 

أولاً.نعم اتفق معكم لو كانت توجد دولة إسلامية ويقودها نبي أو إمام أو حاكم عادل،بشرط ان يحمل صفات النبي أو الإمام، مع ذلك، لم تكن الحدود معروفة ولها وضعها القانوني السياسي كما هو حالياً....

 

ثانياً.أغلب الآيات القرآنية تسير وتدل على تفضيل الوطن، فكل،آية تذكر (الديار)انما تدل على الوطن، بل ان إخراج المسلمين من وطنهم كان هو المسوغ لإعلان الحرب على المشركين(أُذِن للذين يُقاتَلون بأنهم ظُلموا....الذين أُخرجوا من ديارهم بغير حق...).

 

ثالثاً.قول النبي إبراهيم عليه السلام(رب اجعل هذا البلد آمناً....) أليس فيه تفضيل للوطن ، وبالتالي الوطنية.

 

رابعاً.في الفقه الجنائي الإسلامي، وبالدليل القرآني، ان الذي يقطع الطريق، يعاقب بالتغريب عن الوطن، وهو قوله تعالى(إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله...او يُنفوا من الأرض..)والنفي من الأرض يدل على طرده من وطنه، كعقوبة.

 

خامساً.استدلالهم بقضية الرسول أو الإمام الحسين،فهو مردود، فالرسول لم يفارق مكة طائعا، وإنما مكرها، او قل للضرورة، والضرورة تقدر بقدرها..وقد بكى طويلا لفراقه مكة ،وطنه الأصلي....أما الإمام الحسين، فهو لم يخرج الا بناءً على دعوة من العراقيين المضطهدين على يد حكومة يزيد، وكان شعاره الإصلاح، فضلا عن إن فقهاء القانون الدولي، يجيزون التدخل في الشؤون الداخلية، إذا كان بطلب من دولة ما، او التدخل لأغراض إنسانية، أو مايسمى "التدخل الإنساني Humanitarian Intervintion".

 

سادساً.كان النبي(ص) يمسح المرضى بالتراب، ثم يقول: تربة أرضنا، تشفي سقيمنا..

 

فضلا عن الكثير من الأحاديث الواردة في حب الوطن، كقوله:حب الوطن من الإيمان، وقول الإمام علي، بحب الأوطان،عمرت البلدان...

 

سابعاً.هناك مزية للعراق في أحاديث النبي والأئمة،كقوله في مدح الكوفة: تربة تحبنا ونحبها....واختياره الكوفة عاصمة لدولته.....

 

ملاحظة:منشوري قابل للنقاش طبعاً، وأشكر كل من يؤيدني، أو يعارضني، بشرط ان يكون نقداً علمياً، لا عاطفياً.

 

اعتذر عن الإطالة، فليس من عادتي ذلك، وأُكرر قولي:

 

أنا عراقي🇮🇶، وولائي للعراق فقط🇮🇶ومع ذلك ، أتألم لما يؤلم الشعوب والإنسانية، وبصرف النظر عن دينها، أو مذهبها، أو عرقها ، أو أيديولوجيتها، بشرط أن تكون مع حفظ الإنسان وكرامته.

 

إرسال تعليق

0 تعليقات