آخر الأخبار

رابعة أم ثغرة ( المصيدة)

 




 

محمود جابر

 

حتى تعلم الدور الكبير والمهمة الصعبة التى قامت بها القيادة السياسة فى عملية فض رابعة العدوية، وكيف يستحق كل من قام واشرف وخطط ونفذ عملية الفض يستحق الشكر والتقدير لابد ان نعيد التأمل في شكل وميكانزم هذا الاعتصام وماهيته..

 

بعض من التأمل فى اعتصام رابعة الذى نفذته جماعة الإخوان وحلفائها، بعد الـ30 من يونيه عام 2013 أعاد لذهني حادث الثغرة ...

 

والثغرة لمن لا يعرف هو  مفهوم عسكري عبارة عن عملية عسكرية ( اختراق) لقوات العدو المتقدمة لتنفيذ عملية ( مصيدة) تقوم به قوة سريعة خفيفة بهدف كسر تماسك القوة الأخرى في مواضع ضعيفة، والانتشار خلف خطوطها وتهديد خطوط المواصلات والاحتياطيات ومراكز القيادة مما يخلق واقع جديد.

 

وهذا الذى فعلته قوات العدو الإسرائيلي منذ يوم 15 أكتوبر 1973 لتطويق الجيش الثالث الميدانى وعبور القناة إلى اتجاه الغرب واختراق الدفاعات المصرية مما كاد ان يفشل عملية العبور ونجاح حرب أكتوبر.

 

وهو نفس الأمر الذى حدث فى 28 يونيه حينما بدأ الإخوان فى تنفيذ عملية الاعتصام فى منطقة رابعة لتطويق القاهرة ومراكز القرار وتهديد خطوط المواصلات ومراكز القيادة ولا يمكن ان نفهم ذلك على وجه الدقة إلا بمراجعة جغرافيا منطقة رابعة العدوية ...

 

منطقة رابعة العدوية هي حي من أحياء مدينة نصر وقد أنشئت امتدادا لحي مصر الجديدة (شمال القاهرة)، وتضم نصب الجندى المجهول التذكارى ووزارة الدفاع وقاعة المؤتمرات الدولية وهيئة المعارض والبانوراما وجامعة الأزهر و إستاد ناصر الرياضي ومنطقة السوق الدولية ومناطق الجامعات وأيضاً مناطق أثرية.




 

الحدود الإدارية:

 

الحد الشرقي : طريق مصر-السويس حتى الكيلو 51 وتقاطعه مع طريق القطامية.

 

الحد الغربي : "شارع صلاح سالم" مع "شارع يوسف عباس" – الخليفة القاهر يساراً، التقاء مع "شارع عبد الله العربي"، الأمن المركزي.

 

الحد الشمالي: "شارع صلاح سالم" بالتقاء مع "شارع يوسف عباس" – "شارع الميرغني" –شارع الثورة تقاطعه مع طريق مصر-السويس.

 

الحد الجنوبي: طريق القطامية والحدود مع الخليفة والمقطم.

 

المراكز المهمة فى مدينة نصر ومنطقة رابعة :

 

-مقر وزارة الدفاع المصرية

 

- دار ضيافة الشرطة ش الخليفة القاهر

 

- قاعة المؤتمرات طريق النصر ش صلاح سالم

 

- إستاد القاهرة مجمع السباحة – الصالة المغطاة ش الفنجري

 

- هيئة الاستعلامات بحري الإستاد

 

- مجمع الصالات المغطاة ش الفنجري

 

- شهداء الأتراك (الحرب العالمية الأولي) طريق النصر

 

-         أرض المعارض صلاح سالم

-         مسجد القوات المسلحة آل رشدان امتداد رمسيس

-         الحديقة الدولية امتداد عباس العقاد

-         وزارة الداخلية شارع المخيم الدائم

-         وزارة البترول

-         جامعة الأزهر

 




إذا فهذا الاعتصام أو الثغرة هو عملية حصار لمراكز صنع القرار منها وزارة الدفاع والبترول والداخلية وجامعة الأزهر وعدد من الجامعات والمؤسسات الأخرى، ومن خلال هذا الاعتصام يمكن قطع طرق القاهرة عن الشمال والشرق من خلال طريق صلاح سالم وطريق السويس والقطامية، بالإضافة لاختراق منطقة مدينة نصر كل منطقة مصر الجديدة حتى الكلية الحربية وطريق مطار القاهرة .

 

العقلية الاخوانية لم تتصرف لا بغباء ولا بسذاجة ولكنها تصرفت بمنتهى الدهاء والعداء والعسكرة من اجل أن تكون بؤرة رابعة بؤرة لحصار مصر ولبعض قصور الرئاسة المصرية فى نطاق مصر الجديدة ومدينة نصر، أضف الى ذلك أن عملية التوسيع النوعى للاعتصام بدلا من ان يضم شباب متظاهرين وأصحاب موقف سياسي فقد ضم أطفال ونساء وشيوخ وقطاعات نوعية عديدة من اجل غل يد الدولة من الاقتراب الى هذه الثغرة، فإذا ما اقتربت منها كانت مصيدة بكل ما تعنى الكلمة من معنى، فحجم السلاح الذى تم تخزينه فى بؤرة الاختراق، والعناصر النوعية الإرهابية المدربة التى كانت تقوم بعملية الحراسة والتطويق كانت قادرة على استفزاز لاى قوة أمنية من خلال الاشتباك معها بأسلحة متنوعة ونظرا لان هذا التجمع ( بؤرة رابعة) ضمت نساء وأطفال وشيوخ فكان دورهم هو دروع بشرية لردع العدو ( القوات الأمنية المصرية) من مهاجمة مكان الاعتصام مهما بلغت درجة استفزاز العناصر المسلحة للقوات الأمنية، وإلا لألحق بهم جريمة إبادة أو قتل المدنيين، وعلى الرغم من ان هذا التكتيك يعد جريمة حرب من يقوم به وفق اتفاقيات جنيف لعام 1949، والبروتوكول الإضافي الأول لعام 1972 من اتفاقيات جنيف، ونظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية لعام 1998.

 

إلا ان الإخوان كانوا مطمئنين أن وسائل الإعلام العالمية وحلفائهم من الغرب سوف يقومون بتامين الموقف ومهاجمة القوات الأمنية المصرية والدولة المصرية واتهامهم بأنهم قاموا بعملية إبادة جماعية للمدنيين، وسوف يتم السكوت على من استخدم هذه المجموعات كدروع بشرية.

 

وبذلك فإن ما قام به الإخوان بالتعاون مع أطراف دولية فى تخطيط مكان الاعتصام وميكانزم العمل والحركة كان من شأنه ان يغل يد القوات الأمنية من محاولة الاقتراب منه، بالإضافة لتمكن المعتصمين من شل حركة الدولة من خلال قطع الطرق الرئيسية ومحاصرة المؤسسات ومؤسسات اتخاذ القرار للوصول الى مفاوضات تمكن الإخوان من العودة للحكم أو للمشاركة فى الحكم مع جماعة ثورة 30 يونيه...

 


ولو لم تكن هناك إدارة وقيادة حكيمة وشجاعة وقادرة امنيين على درجة عالية من الكفاءة والمهنية وشجاعة اتخاذ القرار لكان القاهرة إلى الآن مقيمة إلى عاصمتين أو جزأين كل جزء تحكمه حكومة حتى تتحول مصر إلى دولة مقسمة من قلبها – القاهرة- إلى كل محافظات مصر ومدنها ومراكزها، ومع توافر عناصر إرهابية مسلحة فى كل منطقة مصرية فكان يمكن ان يتم تنفيذ هذا النموذج فى مناطق عديدة ومحافظات متعددة كما حدث فى اعتصام جامعة القاهرة ( النهضة) ومع وجود عناصر إرهابية قوية ومتغلغلة فى سيناء تستطيع استفز طاقة وقدرات الجيش والشرطة ومن خلال عملية الإنهاك تلك كان يمكن تنفيذ مخطط ( البؤرة – المصيدة) فى كل مكان حتى تتحول مصر الى دولة ساقطة وفاشلة

 

وهذه هى علمية مصيدة (رابعة )

 

 

إرسال تعليق

1 تعليقات