آخر الأخبار

دك معاقل التايمز : الوسائط بين الضرورة والاستغناء !

 

 





علي الأصولي

 

الأصل في العلاقة والمناجاة والارتباط بين المخلوق والخالق هو عدم ضرورة الواسطة سواء كان - نبيا أو وليا - وعدم الضرورة هو العدم بدوا ، ولكن لما كان هناك عدم وضوح في الطريق وعدم قدرة العقل واستغناءه في معرفة إرادة ومراد السماء ، كانت النبوة ضرورة وجودية خلافا للبراهمة، بل وكانت الإمامة ضرورة ملحة لضبط إيقاع وكمال الناس وتصحيح مساراتهم بحسب العقيدة الإمامية خلافا لمذاهب العامة ، هذا على مستوى ضرورة الوسائط بنحو عام ،

 

وإما اذا ضيقنا معنى الوسائط وما نفهمه مذهبيا وكون ان أئمة الدين (ع) هم وسائط الفيض، وهو أصل إشكال المستشكل كما في مقاله المعنون - المعشوق الحقيقي لا يحتاج إلى وسائط مذهبية –

 

فيرد عليه: أن مختارنا هو ما وضعنا عليه اليد دليليا وحجتيا، وأما سرد الإنشائيات في رد أدلة الكتاب والسنة وتحقيقات الفلسفة والكلام بل وشواهد الوجدان من العرفان ، فهو يكشف عن ضحالة الرد وحيرته في رد محكمات أدلة الآخر ،

 

نعم: لو سرنا قدم أخرى مع منهجية وتمنيات المستشكل وضرورة رفع اليد عن الوسائط بدعوى ترك المعشوق الحقيقي والاستغناء عنه بالوسيط ، ينبغي عليه أن يجر هذا الأصل - الذي أصله المستشكل - إلى رفع أصل الأدعية وعامة القربات التي هي مجرد وسائط للمعشوق الحقيقي خوفا من ترك المعشوق والاستئناس بغيره وأن كان من المقدمات العبادية بل والعبادية!

 

وهذا ما لا يلتزم به من أراد الإشكال مع أنه من سنخ ما أصله في أصل مقاله ، والى الله تصير الأمور،

 

إرسال تعليق

0 تعليقات