علي الأصولي
من المؤسف في الواقع الشيعي الإمامي العلمي، أن أي مشروع ديني
ثقافي ما لم تتوفر فيه الإمكانيات المادية واللوجستية فمصيره على الأغلب هو الفشل،
أتذكر في أحد الأيام أرسل لي المرحوم آية الله الشيخ حسين
البهادلي، وهو ممن قضى ردحا طويلا في الأروقة القمية وواصل مسيرته بعد الرجوع
للعراق في الحوزة النجفية وتحديدا عند المرجع الفياض،
أرسل لي جماعة ملتمسا والحضور في بيته وشرب الشاي، وفعلا ذهبت إليه
- رحمه الله - وبعد تجاذب أطراف الحديث اسر لي بموضوع مفاده إنشاء حوزة علمية في
بغداد وقد اختارني - حسب قوله - باعتبار أني من أكفأ الأساتذة الذين يعرفهم،
فقلت: له شيخنا من يدعم هذا المشروع ماديا ومعنويا؟
فقال: اتصلت ببعض المرجعيات - حواشيها - وقالوا له ندعمكم بإذن
الله،
ومع أني سايرته وهذه الأمنيات التي اعرفها لن تتحقق إلا بشروط
ضمنية - الولاء مقابل الدعم - سايرته فاشتغلنا بالمشروع واشترينا كتب المواد
الدراسية. واخترنا جملة من الأساتذة وواعدناهم برواتب رمزية وكذا أعلنا عن حوزتنا
وراتبها الرمزي، وحددنا ساعات الدرس وكل ما يتعلق بهذا الجانب،
وبعد اللتي واللتيا ومرور ستة أشهر على ما اذكر وبدأ اليأس من
المشروع وإكماله الهاجس الأكبر حيث بدأ المشروع ينهار شيئآ فشيئا إلا أن أعلنا
توقفه بالمرة، ولم يدعمنا داعم حيث كان جملة منهم في تسابق عالم السياسة ومنهم من
اكتفى وترديد - جزا الله العاملين خيرا –
وفي النهاية استقر المرحوم في النجف إلى أن رحل إلى - رحمة الله -
وبقيت أنا انظر ومشاهدة مقطع فلم الرسالة وتحديدا من وقف على الجبل ومن نزل لحصد
الغنائم في معركة احد وإلى الله تصير الأمور ..
0 تعليقات