هادي جلو مرعي
أسباب الضحك عديدة وتتنوع من أمة الى أخرى لكنها لدى الأمة العراقية موسومة
بحزن شديد يكتنز كمية من الأسى يمكن أن تضاهي المخزون من النفط الذي تحول الى بلوة
وقعت على رؤوسنا فلا نحن منتفعون منه ولامتخلصون من بلوته تلك.فمن أسباب الضحك لدي
،أن الناس يقسمون بالله وبرسوله وبقرآنه المنزل بالآيات المحكمات ويحلفون بغلاوة
الأولاد والبنات ومعزة وحرمة الزوجات والأمهات إنهم لن يشاركوا في التصويت في الانتخابات
التي ستجئ والتي ستجئ من بعدها بمدة ،،هذه كذبة مفضوحة ،مفضوحة بدليل لم ينتبه إليه
كثر من المراقبين وهو كثرة المرشحين !فالعدد الكبير من المرشحين دليل رغبة لدى
الناس أن يكونوا حاضرين في ميدان المنافسة الإنتخابية لغايات وأهداف ونوايا ومصالح
تتعدد وتؤثر في حراك أطياف مجتمعية تجد في الحصول على منصب بالإنتخاب مكسبا
لايضاهيه مكسب، ويوفر لصاحبه المزايا والمنافع التي يتحسر عليها الناس والعوام من
الذين لايجدون وظيفة أو علاجا أو طعاما في بعض الأحيان، لكنهم في النهاية سيجدون
من يصوت لهم..فالمرشحون عينة بسيطة من المجتمع الكبير الذي لديه رغبات بعدد نجوم
السماء ورمال الصحراء، وأوراق الشجر الذاوي في الحدائق البائسة..هولاء المرشحون
دليل دامغ على الرغبة ،وترتبط بهم مصالح ملايين من العباد في أنحاء شتى من البلاد.
لاحظ إن من أسباب التصويت في الإنتخابات ماهو مرتبط بلاشك بمصالح عدة ،منها
مناطقية ،ومنها العشائري ، ومنها الطائفي ،والقومي ،والوظيفي وووووووو..
ولنناقشها ببساطة ...فهناك العشرات من المرشحين هم موظفون في دوائر الدولة
،وقد حشد كل مسؤول رفيع تقدم للترشيح موظفي دائرته والذين يمثلون نسبة طيبة من
المصوتين، ومثله آخر في دائرة أخرى تتبع لوزارة من وزارات الدولة العراقية، ومثله
آخر، وآخر، وآخر حتى لترى إن موظفا واحدا ربما لن يتخلف عن المشاركة بسبب الضغط
والمصلحة والخوف من رب العمل .
مرشحون آخرون على أساس الإنتماء العشائري، فالعديد من الوجهاء العشائريين
،وشيوخ قبائل تقدموا بترشيحهم، وهم يأملون من أتباعهم التصويت لهم، ومن الناس من
سيمضي حياءا الى مراكز الإقتراع ليدلي بصوته .
على أساس العشيرة أيضا فإن مرشحين بمختلف الإختصاصات العلمية والأدبية
رشحوا للإنتخابات ويأملون الفوز، وقد عملوا على الإنتخاء بعشائرهم التي ستصوت لهم
بشكل ،أو بآخر، وهو مايحصل الآن ..وللطائفة ومن سنوات أثرها في النفوس حيث يعمل
بعض المرشحين على تأجيج النزعة الطائفية في النفوس ،ويحمل الناس على الخوف من الغد
المجهول ولاشغل له في دعايته سوى التخويف من الآخر العدو الذي يتربص بهم الدوائر
ليفتك بهم بطريقة ما.
على أساس الإنتماء القومي والمناطقي يندفع الناس. فالمجهول القادم يخيف
الجميع، والمصلحة التي تتصف بالقسوة تدفع أيضا للإنحياز ،ومن الناس الذين يحلفون
بأغلظ الأيمان أنهم لن يذهبوا الى مراكز الإقتراع ستجد أنهم في المقدمة، والحديث
اليوم في العراق لايجري عن التصويت من عدمه، بل عن المرشحين والناخبين، والجميع
يرغب بمعرفة لمن ستصوت العشيرة الفلانية والمنطقة الفلانية ،بل إن بعض القرى
والمدن حجزت لقوى وأحزاب ومرشحين بعينهم ولم يعد لسواهم من قدرة على التأثير..
هكذا هم الناس يقولون. لكنهم يفعلون مايقال لهم ..
0 تعليقات