علي الأصولي
المبدء التصوري يعني تصور موضوع العلم ومسائله ومحموله
وتصور محمولات ذلك العلم.
والمبدء التصديقي. يعني تصديق موضوع العلم ومسائله ومحموله وتصديق
موضوعات ذلك العلم وتصديق غايته ونحو ذلك.
أو بحسب تعريف صاحب - فوائد الأصول ج١ ص٢٧ - حيث نص هناك - إن لكل
علم مبادىء تصورية ومبادىء تصديقية. والمراد من المبادىء التصورية هو ما يتوقف
عليه تصور الموضوع وأجزائه وجزئياته. وتصور المحمول كذلك. والمراد من المبادىء
التصديقية هو ما يتوقف عليها التصديق والإذعان بنسبة المحمول الى الموضوع - ثم قال
- والمراد من المبادىء الأحكامية هو ما يتوقف عليه معرفة الأحكام الشرعية من
التكليفية والوضعية بأقسامها وكذا الأحوال والأعراض - انتهى.
بعبارة أخرى: أن للعلوم - مطلق العلوم - مسائل. ومبادىء تصورية.
ومبادىء تصديقية. فالمسائل هي عبارة عن قضايا العلم اي الموضوع والمحمول والنسبة
بينهما. ومحمولات المسائل عبارة عن عوارض الموضوع. وإذ لم تكن لها عوارض خرجت من
كونها مسائل.
إذن:المعروف بين الأساطين إن لكل علم مبادئ. وهذه المبادئ تقسم الى
تصورية وتصديقية. ولا يختلف أصول الفقه عن غيره من هذه الحيثية.
ما أريد بيانه: إن كتاب - الرافد - الذي صدر بلحاظ أحد الأدلة
الإثباتية للمرجع السيد السيستاني. في باب الأصول. والذي يكون محورا أساسيا أو لا
اقل أحد محاور مناط وملاك إثبات الاجتهاد أو الأعلمية. كله أو جله لا يتعلق
بالبحوث الأصولية وحقيقتها ومبادئها التصديقية. بل غاية ما يمكن أن يقال: ان يوصف
الكتاب بالبحث التمهيدي أو المقدمي التصوري.
وهذا الأمر ليس خافيا لا عند المرجع السيستاني ولا عند من قرر
البحث بل لا يخفى على المشتغلين بهذا الفن.
نعم: كنا نتوقع أو نأمل مغادرة البحوث المقدمية إلى صناعة الدورات
الأصولية التي سمعنا عنها عند أعاظم المعاصرين كالسيد الخوئي والسيد الشهيد الصدر
الأول. وجملة من فقهاء قم.
وبالجملة: - الرافد - لا يصلح للمفاضلة ولا للمقارنة بينه وبين
البحوث الأصولية المعمقة. مع عدم بخس ما صدر للسيد المرجع من مؤلفات لها من الاعتبار
من جاس ديارها.
0 تعليقات