آخر الأخبار

هل لا زال حيا؟

 




عز الدين البغدادي

 

كنت صغيرا عندما صار موضوع اختفائه الحدث الأهم والأكثر تداولا في وسائل الإعلام، السيد موسى الصدر ورفيقاه ذهبا الى ليبيا في 25 آب (أغسطس،) 1978 وهناك انقطع خبرهم وقيل بأنهم شوهدوا آخر مرة في 31 آب، السلطات الليبية قامت بلعبة غير متقنة حيث أرسلت أشخاصا يحملون نفس الأسماء الى روما لتثبت ان موسى الصدر ورفيقيه خرجا من ليبيا. إلا ان أحدا لم يصدق هذه القصة، وبقيت أصابع الاتهام باتجاه العقيد القذافي.

 

موسى الصدر نجل السيد صدر الدين الصدر كان يحمل جنسية إيرانية، ذهب الى لبنان وكسب احتراما واسعا وتأييدا كبيرا من الشيعة، ولا زال يمثل رمزا كبيرا لكونه جعل لهم مكانة هامة في المجتمع، دعم المقاومة الفلسطينية ونجح في تقدين نفسه كرجل دين واعٍ غير تقليدي وهو ما اكسبه احترام الطوائف الأخرى. أسس "أفواج المقاومة اللبنانية" التي عرفت باسم "أمل"، والذي لا يمثل رمزا كبيرا عندها.

 

أقام في مدينة صور، حيث نجح في القضاء على التسوّل والتشرّد، وفي شدّ أواصر الأخوة بين المواطنين من مختلف الطوائف. شارك في "الحركة الاجتماعية" مع المطران غريغوار حداد في عشرات المشاريع الاجتماعية. وساهم في العديد من الجمعيات الخيرية والثقافية. وأعاد تنظيم "جمعية البر والإحسان" في صور وتولى نظارتها العامة، وجمع لها تبرعات ومساعدات أنشأ بها مؤسسة اجتماعية لإيواء وتعليم الأيتام وذوي الحالات الاجتماعية الصعبة ثم أنشأ مدرسة فنية عالية باسم "مدرسة جبل عامل المهنية" وأنشأ مدرسة فنية عالية للتمريض وكذلك مدرسة داخلية خاصة للبنات باسم "بيت الفتاة". كما أنشأ في صور معهد الدراسات الإسلامية.

 

وبسبب مركزيته فان كثيرا من الأمور ووجهات النظر التي أحاطت بشخصه في حياته لم تعد تذكر، لا سيما وانه لم يكن يميل الى توجهات إسلامية سياسية معينة، وهو ما جعله موضع نقدهم في تلك المرحلة، وهو ما اعرف به جلال فارسي (له تصريح خطير) ومحمد موسى خوئينيها حيث كان ينظر إليه باعتبار اقرب الى الشاه وابعد عن خط آية الله الخميني وأنه كان اقرب إلى رجل دين ليبرالي فضلا عن اتهامه له بأنه كان يؤمن أو يعمل على فكرة الأديان.

 

الغريب في الأمر ان حركة أمل لا زالت ترفض الاعتراف بوفاته رغم انه مواليد 1928 اي انه عمره الافتراضي لو كان حيا الى الآن هو 93 سنة، ورغم مرور 10 سنوات على مقتل القذافي؛ وعدم ظهور اي دليل على بقاءه حيا، بل والتكتم على ظروف اعتقاله وكيف انتهت، بل ومع اعتراف محمد إسماعيل الذراع اليمنى لسيف الإسلام القذافي بأنه تمت تصفيته اثر مشادة حصلت بينه وبين القذافي، واعتراف وزير الداخلية الليبي المنشق عبد الفتاح يونس، وتكررت الرواية على لسان أكثر من مسؤول ليبي وآخرهم عبد الله السنوسي، الرئيس الأسبق للاستخبارات العسكرية الليبية في عهد القذافي.

 

ورغم كل ذلك فإن قيادة وأعضاء الحركة لا يقبلون استخدام عبارة "رحمه الله" ، لقد تم استخدام الاسم والحدث كرمزية مقدسة بشكل مبالغ فيه، بل سمعت من بعض المطلعين انهم يشيعون بين كوادرهم فكرة انه سيخرج مع الإمام المهدي‼

 

رحمه الله حيا كان أو ميتا.

 

إرسال تعليق

0 تعليقات