محمود جابر
عودة درعا مثلت إثبات للمشروعية النظام الحاكم لسوريا ومثلت محطة
انتصار للجيش العربى السورى ومثلت أهمية لسوريا كدولة قادرة على ان تكون لاعبا
إقليميا مهم ......
عشرة أعوام ومنذ انطلاق حالة الحرب داخل سوريا ومنطقة درعا وريفها
خارج إطار سيطرة الدولة السورية، تلك المدينة التى تقع على الحدود السورية الأردنية
والقريبة من فلسطين المحتلة، وكان من تداعيات فقدان السيطرة على درعا أن فر 40 الف
نازح سورى إلى الأردن، مما دعى الأردن إلى إغلاق معبر ناصبين، هذا المعبر الذى
يمثل منفذا سوريا على باقى دول الخليج، ويمثل ضاغط اقتصادي على الاقتصاد السورى.
وما كان للاتفاق اللبنانى المصرى لإمداد لبنان بالغاز المصرى إلا
عبر سوريا مرورا بدرعا، كل هذه العوامل كان دافعا للدولة السورية للسيطرة على باقى
مناطق درعا الجنوبية وريفها، هذه العوامل المجتمعة تساهم فى تعزيز شرعية النظام
الحاكم وخاصة بعد الانتخابات الأخيرة للرئيس الأسد .
إلى جانب الأسباب السابقة التى دفعت الدولة السورية للسيطرة على
درعا وفق اتفاق سورى روسى وعبر الفيلق الخامس للجيش العربى السورى فى مطلق أيلول/سبتمير
الجارى أن هذه المنطقة – درعا- منطقة نشاط لكافة الميليشيات الإرهابية وللقوات الإيرانية
وميليشياتها التابعة، هذه القوات تمثل ورقة تفاوض رابحة فى المعادلات السياسية الإيرانية
السياسية وورقة ضغط على كيان العدو باعتبار ان الموقع الجغرافى لدرعا يمثل مركزا
استراتيجيا وعسكريا متقدما لدى إيران – حتى لو اتى على مصلحة الدولة السورية- يمثل
مكسبا تفاوضيا فى اى تسوية تدخل فيها ايران، ولكن الأزمة ان هذا التشابك فى درعا
جعلها منطقة عمليات عسكرية إسرائيلية ووضع روسيا المرتبطة باتفاقات مع الكيان فى
موضع حرج، خاصة ان روسيا ملتزمة بأبعاد كافة الميليشيات الإرهابية والإيرانية
لمسافة لا تقل عن
0 تعليقات