علي الأصولي
الأصل في رد تحية الإسلام هو الوجوب، وهذا الأصل يندرج تحت كبرى
وجوب القيام بشعائر الإسلام إذ أن الوجوب فيها هو الإظهار والإعلام،
وهذا الوجوب، وجوب رد التحية عام سواء كان في طريق او سيارة او
مجلس او هاتف لإطلاق (وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها او ردوها إن الله كان على
كل شيء حسيبا) النساء/ 86 / وكما ترى الأمر بالرد بأحسن منها مع التخيير مثلها على
أقل الفروض، والكلام بلحاظ القدرة على الرد لفظًا والالتفات وبالتالي عدم المانع.
والأحاديث من الكثرة في هذا المجال بما لا مزيد عليه.
نعم: رد السلام كتابة وفي مواقع التواصل الاجتماعي فقد ذهب غير
واحد إلى عدم وجوبه. كالسيد الصدر والسيد السيستاني والشيخ الفياض. وهو الصحيح
عندي كون الوجوب بأصل الطبيعة لفظًا لا كتابة. فالاقتصار على القدر المتعين متعين
على كل حال،
ومن الفقهاء من اختار وجوب الرد بالكتابة كما هو المنقول عن الشيخ
الوحيد الخراساني والشيخ اليعقوبي.
وعلى ما يبدو لي أن مختار من أوجب هو لدلالة العام على بعض أفراده
لما كانت قطعية التزم العموم بعد إلغاء الخصوصية.
وفي عقيدتي هذا الاستدلال خطا - مع فرض كون هذا هو استدلالهم إذ
ليس هناك غيره –
بالإضافة: أن من أوجب الرد كتابة حرم عدم الرد وهذا يعني تعلق الإثم
على عدم الكتابة، بينما ماذا يقول هؤلاء الفقهاء فيما لو كان القارئ رد السلام
لفظا بعد قراءة الكتابة؟! هل يؤثم ام لا ؟
ان قالوا يؤثم فالدليل خلاف مقولتهم لأن القارئ رد السلام لفظا.
وان قالوا لا يؤثم. بطل تعميم الرد بالوجوب كتابة، بالتالي يفترض تفصيلهم بالفتيا
فلاحظ.
وكيف كان: نعم نقل عن بعض الفقهاء أن عدم الرد إذا كان يؤذي الآخر
فيجب الرد حينئذ وهذا هو الأوفق بالاحتياط. وهذا الرأي مع وجاهته ناظرا للاحتياط
فقط فيكون الرد واجبا بلحاظ - عدم الرد كتابة - أذية - ومع إحراز عدم الآذية
فالسقوط. سقوط الواجب من الوضوح بمكان. والى الله تصير الأمور ..
0 تعليقات