آخر الأخبار

لماذا الخوف من هذا الرجل

 

 


 





هادي جلو مرعي

 

هذا الرجل يبدو في نظر طيف سياسي منافسا شرسا خاصة مع طموح الزعامة الذي يسيطر على شخصيات سياسية تريد احتكار المشهد، وعدم السماح للمنافسة الطبيعية أن تأخذ مساحتها، وهو فعل إقصائي خطير تعودته الثقافة العراقية عبر تاريخها الممتد لمائة سنة منذ التأسيس الأول للدولة عام 1921 حيث السجن والتهميش والحرمان من الحقوق الطبيعية والمنع من المشاركة في العمل السياسي، والاغتيال المادي والمعنوي، والتسقيط الإعلامي الذي يعتمد فبركة الأخبار، وتصديق الأكاذيب، وتكذيب الصادق منها، والعمل على تكريس النفوذ، مع غياب الروح الوطنية التي يحتاجها الفرد ليقوم بدوره في بناء الدولة، وتعميرها، وإعادة روحها المكبوتة التي تعاني وتتشكل فيها دوامات من الأسئ، والشعور بالضياع.

 

لماذا الخوف من هذا الرجل، وهو يمثل مشروعا سياسيا لايرتبط بالشخصنة، بل يمثل رغبة في تعديل مسار سياسي منحرف، وإصلاح سلوك، وطريقة إدارة دولة بلا هوية حقيقية، وبالإمكان التحالف معه في ظل واقعية سياسية تمثل جزءا من ضرورات الفعل السياسي المتعقل الذي يبحث عن الشراكة والمكاسب دون إقصاء الآخر وتغييبه، أو منعه من المنافسة إلا أن يكون تابعا منصاعا لرغبة ومستسلما لهيمنة زائلة لاترتبط بمشروع دولة، بل بمشروع شخصاني يمكن أن يتهشم في ظرف سياسي ما، ولايعود له من وجود بعد أن قرر صاحبه أن يختصر المشهد بمنصب، ويتجاهل ماهو أكبر وأعمق، ومتصل بمصير شعب بأكمله ينتظر التغيير الذي طال انتظاره، وتعب الناس وهم ينتظرون.

 

في المرحلة المقبلة، وبعد ظهور نتائج الانتخابات لايمكن الجزم بطبيعة ماستؤول إليه الأمور، لكن المؤكد هو إن الأدوات التي توفرت للإقصائيين لن تعود بأيديهم كما كانت حيث استغلوها للإيذاء والإبعاد، وترهيب المنافسين لكي يرتدوا عن مساعيهم التي تتطلب المنافسة الشريفة، واحترام المنافسين الآخرين خاصة مع وجود فئات اجتماعية على مستوى عال من الوعي، ولم تعد تنطل عليها حيل المحتالين الذين يستغلون نفوذهم وأموال الدولة لتحقيق مكاسب سياسية وانتخابية ويرفعون أصواتهم بمنجزات نراها على الشارع العام، لكننا لانجد لها أثرا في بقية الشوارع والأزقة والدروب المليئة بالحفر والمطبات.

 

إرسال تعليق

0 تعليقات