آخر الأخبار

قضايا الحرب والسلام في إقليم الفونج أقاصيص محزنة؛كيف الخروج من النفق ؟!

 

 


 

 

بقلم /حسن حامد السيد نورالدين .

 

 

لو تحدثنا عن الحروب في جنوب النيل الأزرق ؛ينبغي أن نترك العاطفة الجياشة المغطاة بثوب الوطنية المزجاة و أن ننظر لها بعين الاعتبار لدراسة الأسباب التي أدت إلي اندلاعها لسنوات طِوال دون غيرها من الأقاليم الأخرى ،ليس هناك من لا يُريد السلام في هذا العالم الفسيح ،إلا أننا في عالم مغاير تعلمنا الصلف السياسي والهُتافات المغرضة ،ليست لها علاقة بالسلام الجزئي أو الشامل كما قيل ما دفعني لكتابة هذا المقال زيارة وزير الدفاع الفريق الركن يس إبراهيم يس إلي جنوب النيل الأزرق "منطقة أولو "رئاسة قوات مالك عقار"الجبهة الثانية و رفاقه الميامين لتنفيذ بند الترتيبات الأمنية في وقت كان فيه تنفيذ البند 3/إكتوبر/2020م من العام المنصرم واستبدالها بتأريخ 1/9/2021م عام مضى لتوقيع الاتفاق بين الحركة الشعبية جناح ، مالك عقار والحكومة الانتقالية لا نرى شيئاً إلا من يصفقون إلي الحروب كمعادلة للثراء الحرام على دماء الشعوب المكلومة ؛إستراتيجيات الحروب لها علاقة بالدولة كممارسة للزج بالآخر في أتون الجحيم ؛لكن يبدو طبيعة الحروب قد تبدلت قد لا يفهمها البعض لشيء في نفسه أو لعدم علمه بها السلام الذي تم فيه هشاشة المحتوى وضبابية الرؤى ، شعوب جنوب النيل الأزرق تضرروا كثيراً في ،،التعليم الصحة ،المياة ،التهجير القسري لدول الجوار والحكومة الانتقالية بمكونيها فيهما غشاوة وغشامة لا تحتكمان لصوت عقليها،وتناست أنها موفضة من الشعب بعد سقوط المخلوع ،وما أشبه الليلة بالبارحة حينما قامت فلول النظام السابق بما تسمى بالجبهة الثالثة تمازج تزامناً مع زيارة وزير الدفاع لجنوب النيل الأزرق بإطلاق الأعيرة النارية ضد القوات المشتركة من "الجيش ،الشرطة ،والأمن التي كُوِّنت لدك معاقل الجرائم "وسبق قد تم اغتيال عضو الجبهة "عليان" في جنوب دارفور منطقة تُلس متهماً كان يتبع لجهاز أمن المخلوع. تنفيذ بند الترتيبات الأمنية ليس كالمحاصصات في المؤسسات التنفيذية لإرضاء الانتهازيين أو أحزاب الفكة في زمن الضنك وما أحلاها قُبيل سقوط النظام المُباد وليس بالضرورة أن أكون معك أو ضدك بل هناك قواسم مشتركة "الأرض،الشعب ،الدولة" .

 

 

الحروب في جنوب النيل الأزرق تحتاج لذاكرة قوية وليست بالسمكية لم ننسى إتفاق نافع عقار لماذا تم ؟الرفض؟أرجو أن يتفهم هؤلاء الذين نسجوا خيوطهم لسلب وإبتزاز إنسان جنوب النيل الأزرق بعبارات بالية ،تذكرني مقولة عوض الكريم أبو سن "الزول كان أباك ماتسكو ،أمسح إسمو من خارطة ضميرك حُكو،إن جاملك جاملو ،وإن دكاك دكُو،ولو قال حاجة طلع زيتو " لا نُريد ماقاله الزعيم الأهلي إلا في الأوقات الحرجة لفك طلاسم الجُمود المركزي لم يقدم إقليم الفونج إلا الوطنية بحب تراب الوطن أكثر من مجموعة اللقالق إذا صح التعبير الأمر يحتم على المجلس العسكري تنفيذ بند الترتيبات الأمنية ،البرهان هو المسؤول الأول عن مايدور من قتل عشوائي ممنهج ، دمج المليشيات كما ظللننا نُنادي بها ضرورة حتمية من الدولة ومن القُبح أن يتكلم أحد عن إخراج الكفاح المسلح من العاصمة القومية ،لماذا؟

 

ألم يوقع للسلام ،تلكؤ الحكومة والأجهزة الأمنية واحدة من الخروقات الأمنية لإشعال الحرائق " سوبا نموذجاً" دعك عن دارفور وشرق السودان ،ومشكلة إقليم الفونج سياسية إستغرب من الذين دوماً ينادون بالمصالحة مع مَنْ؟ أية مشكلة سياسية تُحل سياسياً ،إنسان النيل الأزرق متعايش مع ذاته وغيره .

 

*كيف نخرج من النفق .

 

-الإسراع بتنفيذ إتفاقية السلام الشامل للحركة الشعبية جناح الحلو وتنفيذ بند الترتيبات الأمنية لقوات مالك عقار و دمجها في جيش وطني موحد بعيد عن المزايدات السياسية .

 

-المكايدات السياسية للشعوب الحُرة لن تجدي من قِبل الخرطوم لأن يدها مغلولة وليس لها أبواب الرزق إلا إقليم الفونج ومن ينكر ذلك يحتاج إلي مصحة عقلية .

 

-فلتعي الخرطوم أن الحروب قد لا تبدأ مرة أخرى في مناطق الهامش بل ستبدأ في عُقر دارها،أسأل المجرب ،وقد كان حينما بدأت هيئة عمليات الأمنية الذراع المساندة للمخلوع قامت بالإشتباك مع الجيش الوطني عند نهاية 2019م الفطامة حارة .

 

-الحُكم الذاتي حق مشروع في العالم ،ليس جديداً حتى يتكهن البعض بالإنفصال أو وقوع كوارث "إقليم التبت في الصين ،مدينة إيشي إندونيسيا،الهند ومدنها"كلها حكم ذاتي ما الجديد إذن ؛ مالم تعترف الحكومة بالحقائق ستكون غلوطية .

 

*إلاعتراف بالقضايا الجوهرية شجاعة .

 

-صراع النُخب على موارد الإقليم بتواطؤ سياسي بالدولة العميقة "جهاز الأمن الأسبق"يجب تفكيكه ما علاقة الأمن بالمؤسسات المدنية أليس هذا غباء مما أضر بالإقليم وجعلوا أهله وافدين والأخرون أوصياء على الإقليم في شكل تكتلات إقليمية "أ،ب،ج".

 

-إعادة هيكلة البنوك والصيرفة لصالح الإقليم وديوان الزكاة ،والضرائب والغابات ،والمراجعة الداخلية ،ولجنة الاختيار وشؤون الخدمة ويتم تعيين أبناء الإقليم واللحاق بالآخرين .

 

-استيعاب أبناء النيل الأزرق كضباط إداريين في الإقاليم الأخرى إستعواضاً لثلاثة عقود بناءً على الوحدة والتنوع الوظيفي.

 

-إعادة المفصوليين تعسفياً للخدمة المدنية ،لأنهم لديهم خبرة كافية في الخدمة المدنية .

 

-لا تختلف قوى الحرية والتغيير عن العقلية المركزية لأنها 60% شاركت موائد الإنقاذ بأقنعة مختلفة ،لذلك يتخوفون من الحكم الذاتي كجسم مطلبي للإقليم تلك هي الحقيقة .

 

*أخيراً وليس آخراً ،الحكومات الفاشية هي التي قامت بإشعال الحرائق وتلقي اللوم على الأبرياء ،تنفيذ بند الترتيبات الأمنية خطوة في نصف الطريق لأن فيه الكذب والنفاق والدليل على ذلك 1/9 لهذا العام بدلاً من 3/10 من العام المنصرم ،قمة من السخافة والإستهتار السياسي ،في عدم الإعتراف ،وإذا أردتم أن يكون السودان موحداً إجعلوا السلام الشامل ممكناً .

 

نأمل كل الخير والله المستعان .

الجمعة الموافق3/9/2021م

 

إرسال تعليق

0 تعليقات