عز الدين البغدادي
رغم كل التجارب التي تمر بها الدول والأمم، ورغم وجود كم هائل جدا
من التجارب السياسية أينما اتجهت يبدو كثير من العرب بمظهر الجهل والتخلف وضعف
الرأي وهم يتحدثون عن التطبيع. لم نسمع عن دولة عربية قامت بدراسات جدية اجتماعية أو
اقتصادية أو سياسية رصينة عن جدوى وفائدة ونتائج التطبيع، وواقعا لا زال الطروحات
مراهقة وغير ناضجة.
ما حدث في مؤتمر أربيل هو أمر مرفوض ولا يمثل بأي حال الموقف
الشعبي العراقي، والخلاف مع السياسة الإيرانية لا يجعلنا نتنازل عن موقفنا المبرر
في رفض التطبيع. وهؤلاء الذين حاولوا ان يطرحوا أنفسهم كممثلين للسنة لا يمثلون إلا
قصر نظرهم، رغم ان جزءا كبيرا من المسؤولية تتحملها النخبة الحاكمة في بغداد والتي
تمارس الإقصاء ضد من يختلف معها، وتدفعهم للبحث عن مكانات آمنة، وهي أماكن تأخذ
ثمنا عاجلا أو آجلا لقاء ما تقدمهم لهم.
لا احد من هؤلاء يمثل سنة العراق، فسنة العراق كان مع إخوانهم شيعة
العراق صفا الى صفا وكتفا الى كتف في رفض المشروع الصهيو- امريكي. ليس هناك سنة
وشيعة عندما يتعلق الأمر بفلسطين، لكن هناك موقف وطني وموقف خياني.
أنبه أخيرا الى ان هذا المؤتمر برأيي يحظى بدعم من قوى سياسية في
بغداد، وربما ينتقده بعضهم لكنه خطوة في سبيل "تطبيع التطبيع"، وهي خطة
لن تنجح أبدا عندنا كما لم تنجح في خلق مناخ يقبل بها في مصر وهي أول دولة عربية
تعقد معاهدة سلام مع الكيان…
والله المستعان
0 تعليقات