علاء الدين شهاب
في المصطلح أو ما يسمى ب(علم الحديث دراية) تتزاحم الكتب و تتنوع
بتنوع الأسلوب و الدقة و الفهم ؛ ولعل واحداً من أشهر تلك الكتب هو مقدمة ابن
الصلاح . كتاب يؤسس في قواعد العلم الشريف ويعمق في الاصطلاح ، قرأته قديما
واستشكلت عليَّ بعض المسائل في حينها ثم مالبثت ان انحلت العقد بتدرج القراءات .
ومن الكتب المهمة ايضاً كتاب الباعث الحثيث للحافظ ابن كثير صاحب التفسير الشهير
وقد كان الكتاب يدرس في كلية الشريعة ببغداد على ما ذُكِرَ لي . كنت قد قرأته بشرح
العلامة احمد شاكر وهو كتاب مهم و نفيس لا يستغني عنه طالب علم . و كتاب مهم آخر
هو كتاب تدريب الراوي للسيوطي وللأسف لم أكمل الكتاب ولكن لي اطلاع واسع عليه
وقتئذٍ .
أما مصطلح الحديث لإبراهيم النعمة فهو من ابسط الكتب وأيسرها في
هذا الفن العميق وكنت قد قرأته كاملاً قراءة جيدة وافية .
ويعتبر كتاب هدي الساري
للحافظ ابن حجر مهماً لفهم خطة البخاري و منهجه في الجامع الصحيح و لحل بعض الإشكالات
التي قد تواجه القارئ والباحث في مصنفه العظيم . ومعروف ان البخاري يضع فقهه في
العناوين ثم يسرد الروايات التي تؤيد مذهبه . وقد يذكر العنوان مجرداً بلا حديث أو
اثر وهذا يقتضي أن الباب الذي ذكر فيه العنوان لايصح فيه حديثاً عنده وغيرها من الإشكالات
التي تدل على خطة دقيقة صارمة في التدوين . والكتاب عندي في مجلدين ، واعني بذلك
هدي الساري ، كنت قد قرأت المجلد الأول قراءة واعية شاملة وتوقفت عند بدايات
المجلد الثاني .
أما أفضل من كتب بالمصطلح
شرحاً وتفصيلاً من العلماء المحدثين فهو الشيخ طاهر الجزائري بكتابه العجيب توجيه
النظر الى أصول الأثر بتحقيق العلامة أبو غدة الحلبي والكتاب تحفة في بابه ، يبهرك
بتحقيقات دقيقة وآراء سديدة في هذا العلم الفريد . ومن قرأ بحثه في تعريف الصحيح
والمتواتر و الحسن و تفصيلاته الدقيقة أدرك اي عالم هو هذا الجزائري اصلاً الشامي
سكناً الأعزب الذي جرد نفسه للعلم و الكتب فحسب . والكتاب برأيي جليل الشأن بل هو
فوق الوصف . كتبه علامة نحرير عُرِفَ بدقته و حققه عالم متبحر بفنون الحديث واعني
به أبو زاهد عبد الفتاح أبو غدة رحمهما الله تعالى . ولأبي غدة تحقيقات في غاية
النفاسة وكان قد جرد نفسه لتحقيق كتب مهمة منسية و بعيدة عن متناول طلاب الحديث
وخصوصاً طلاب العلم العرب . من تلك الكتب ، كتب الإمام اللكنوي الهندي ، العلامة
المتبحر الذي مات ولم يتجاوز الأربعين وترك وراءه أكثر من مائة مؤلف في الحديث والأصول
والفقه واللغة !
ولعل اشهر تلك التحقيقات
هو تحقيقه لكتاب ظفر الأماني ولم أقراه وإنما قرأت كتابه العظيم : الرفع والتكميل
في الجرح والتعديل وهو في غاية النفاسة والإتقان . وقرأت للكنوي كتب أخرى بتحقيق أبو
غدة ككتاب إقامة الحجة وهو نفيس في بابه و كتاب سباحة الفكر وكتاب تحفة الأخيار
وغيرها .. وعندي له كتب أخرى بغير تحقيق أبو غدة .
ومن الكتب المهمة : كتاب تقريب التهذيب للإمام ابن حجر في مجلدين ،
تحقيق العلامة محمد عوامة نزيل المدينة ولم أكمله وليتني فعلت وهو في علم الرجال
والطبقات . وكتب الدكتور خليل ملا خاطر نزيل المدينة المنورة وعندي بعض كتبه
وكتاب المنتقى أو منتقى الأخبار للمجد ابن تيمية الجد وهو كتاب مهم
. جمع فيه المؤلف الأحاديث المتعلقة بالأحكام وعليه شروحات أشهرها كتاب نيل
الاوطار شرح منتقى الأخبار للإمام الشوكاني . وقد قرأته قراءة وافية واستفدت منه
غاية الفائدة .
وكتب اخرى وتحقيقات كثيرة لاتحضرني الان كتحقيقات حبيب الرحمن
الاعظمي و الألباني وتلميذه مشهور حسن و تعليقات المحدث محمود سعيد ممدوح و ردوده
على الألباني . كما لايفوتني ان اذكر المحدثين المغاربة واهتمامهم بهذا الشأن ، كأحمد
الصديق الغماري فقد قرأت له أكثر من تصنيف تشهد بعلو كعبه في العلم وقد أثار
خلافات كثيرة ليس يصلح المقام هنا لطرحها ولم أقرا لأخيه عبد الله الغماري سوى
تعليقات هنا وهناك ولكن قرأت لتلميذهما عبد الله التليدي مجلدين أو أكثر ، و كلها
في مكتبتي القديمة . والكلام في هذا الباب طويل و ممتع ، لايمكن استيفاء عناوينه و
رجاله في مقال لان القائمة قد تطول . ولولا تحصيلي الدراسي في مجال اللغة والأدب
لتفرغت لهذا العلم الشريف تفرغاً شبه كامل .
0 تعليقات