بقلم/ مريانا سامي
انتهيت أمس من قراءة المجموعة القصصية "نيافة الراعي
والنساء" للكاتب والصحفي روبير الفارس
الحقيقة المجموعة رائعة مش بس لأنها مكتوبة بأسلوب أدبي رائع لكن
كمان بسبب مناقشتها للمناطق الظلامية إللي قليل أوي ما بنلاقي كاتب عنده الجرأة
لمناقشتها وعرضها بدون تخوف من النتائج إللي 90 ٪ منها بتكون هجوم.. مجرد هجوم
بسبب نقد موروثاتهم إللي هما مش قادرين يواجهوا حقيقتها خوفًا من الصدمة مش أكتر.
"نيافة الراعي والنساء" حوالي 16 قصة قصيرة متنوعين لكن
مش منفصلين عن بعض بالعكس بيدوروا في نفس الأنسقة تقريباً، مابين تعرية رجال الدين
المزيفين ونقد موروثات بلا قيمة، إسقاطات سياسية واجتماعية ودينية؛ وكان الإهداء
لشهر فبراير الحزين المضطهد.
عجبتني كل القصص في المجموعة لكن ممكن أشير ل 4 قصص كانوا مُبهرين
في رصد الألم بالنسبة لي.
قصة "صندوق العطاء" والقصة بتتناول فساد بعض رجال الدين
في السيطرة على أموال الشعب والكنيسة لصالحهم في الوقت إللي هما بيتمتعوا بكل
مُبهجات الحياة وبينادوا بالزهد والتقشف وتحمل الفقر وعدم التمرد على حياتهم، في
الوقت نفسه بيطلق على رجال الدين دول إنهم ماتوا عن العالم ولما بتدقق في القصة أوي
بتعرف ان محدش مات عن العالم غير الشعب الغلبان إللي أتوهم بده.
قصة "غير متفقة نياتنا في الخبث" القصة دي أنا تفاعلت
معاها بكل وجداني، هي إشارة صريحة طبعًا لواقع مأساوي وهو التحرش الجنسي أو
الاستغلال الجنسي للنساء في الوسط الكهنوتي، القصة كانت قوية في السرد والتوصيف
والأحداث وحتى النهاية، كان عندي إحساس بالغضب زي إللي بحسه كل مرة في كل قضية
جديدة بتظهر في النطاق ده، ودي أكتر المناطق الشائكة إللي أنا نفسي لما أتكلمت
فيها أتبهدلت بشكل مش طبيعي من كافة الجهات..
قصة "بكارة مبتله" القصة فيها إسقاط عظيم على الشباب
إللي بينضموا للجماعات الإرهابية مين بيكونوا، حياتهم شكلها إيه وده من خلال شاب
عاطل فقير في أحد الأحياء المُهمشة فاشل في كل شيء حتى حياته الجنسية، بيقتنع بالانضمام
للجماعات الجهادية علشان ف الأخر يحصل على عدد لا نهائي من الحوريات وبيفجر نفسه
على هذا الأساس الخايب المريض.
أخيراً القصة المُبهرة "قبل اللعنة بمحطة" جمع فيها
أستاذ روبير بين إخناتون و أريوس و الفيلسوفة العظيمة هيباتيا في حوار تاريخي
تخيلي فيه لوم مباشر لإخناتون لفرضة الإله الواحد بالقوة بعد ماكان كل واحد ليه
معتقده الخاص، في إشارة لقمع الحريات الدينية وفيه اتهام مباشر لإخناتون، كذلك
أريوس المتهم بالهرطقة وتشدده، وفي النهايه الإشارة الرقيقة لعالمة الإسكندرية
هيباتيا المغدور بها انتصار لفكرها ومنهجها وإشارة للتعصب الديني وقتها اللي تسبب
بشكل مباشر في قتلها.
"نيافة الراعي والنساء" مجموعة في دار روافد برشحها جداً
🌸 ♥️
0 تعليقات