علي الأصولي
أقرب مادة للحسم، حسم الجدل التاريخي والكلامي المذهبي، وبالتالي
طوي الخلاف القائم ببين عمر وعلي(ع) هو بالتلويح وقصة الزواج بين الخليفة عمر وأم
كلثوم بنت علي(ع) فإن ثبتت - هذه الفرية - جدلا . إن ثبتت سوف تسحب البساط، بساط
الجدل المذهبي القديم ولحد كتابة هذه السطور ،
ومع عدم ثبوت هذه القصة فسوف تجعل من الأخر في حرج والبحث عن
محاولات لرتق الفتق الذي هو بحجم التاريخ والنزاع آنذاك، نزاع العباءة من أهلها
بقوة وسلطة المكر والخديعة وتأليب الناس وإشاعة ضرورة حفظ النظام فزعزعته بالتالي
يخدم أعداء الإسلام من خارج المنطقة،
ولعل أول رواية شيعية تصادف المتلقي أو القارئ والذي وقع بعضهم بفخ
هذه المرويات الشيعية، اول رواية يحتج بها الآخر هي رواية - التهذيب - للشيخ
الطوسي ما عن محمد بن أحمد بن يحيى عن جعفر بن محمد القمي عن قداح عن جعفر عن أبيه
(ع) قال: ماتت أم كلثوم بنت علي (ع) وابنها زيد بن عمر بن الخطاب في ساعة واحدة لا
يدرى ابهما هلك قبل، فلم يورث أحدهما من الأخر وصلي عليهما جميعا، انتهى:
فعندما تصادف رواية - التهذيب - وغيرها على ما سوف تعرف. عندما
تصادفها مع روايات أخرى في المصادر الإمامية سوف تتفاجىء ولربما نفسك تميل وقصة
الزواج التي ذكرت في المصادر السنية الأخرى، لا أقل من ناحية التعاضد، ولكن لو
راجعت وطالعت - معجم رجال الحديث - للمحقق السيد الخوئي سوف تعرف بأن هذه الرواية
التي ربما صدمتك مجهولة بجعفر بن محمد القمي وهو متحد مع جعفر بن محمد الأشعري
المجهول هو بدوره أيضا، والمتحد مع محمد بن جعفر بن عبيد الله المجهول هو الاخر ،
وعلى اي راو تقع عينك وعلى أي اسم فهو بالتالي مجهول. يعني لا يعرفه أحد وحديثه
كحديث من يجالسك في مقعد السيارة - كية - مثلا ويروي لك قصة لها بعد تاريخي ومآلات
عقدية وأنت لا تعرفه أصلا وإن عرفت شخصه فلا تعرف عمن يروي خبره وبينك وبين روايته
تاريخ مجهول،
نعم: لك أن تغمض النظر عن جعفر المجهول فهذا الراوي - قداح - لا
يعرف له طريق وهو مهمل في الكتب الرجالية.
وبالتالي عندما تعرف أن رواية - التهذيب - هذه راويها ما بين مجهول
ومهمل فلا مناص ورفع اليد عنها والبحث في زاوية أخرى لإثبات ما تريد فأفهم الصنعة
ولا من مزيد ..
0 تعليقات