عز الدين البغدادي
تعجبت جدا من موجة التأييد والمباركات التي انطقلت من شخصيات
وتجمعات إسلامية وهي تبارك لطالبان انتصارها، وهو ما يكشف عن ضعف في الرؤية وعدم
القدرة على ممارسة النقد والتحليل.
واضح ان طالبان تمتلك خبرة أفضل الآن، واعتقد أنهم يملكون أيضا
نوايا حسنة، إلا أن هذا ليس كافيا للأسف. فمشكلة طالبان مزدوجة: فهي من جهة تمثل
رؤية فقهية جامدة وحرفية لا تستطيع ان تفهم الواقع إلا من خلال النصوص الفقهية،
وهي نصوص جامدة لا يمكنها ان تواكب الواقع الحي المتحرك. ومن جهة أخرى فهي تمثل
اتجاها اقرب الى الروح البدوية التي لا تستطيع ان تواكب روح المدنية والمحياة
المعاصرة.
لا يمكن ان تقنع طالبان المرأة بأن تعيش مع البرقع الأفغاني، ولا
يمكن ان تمنع الشباب من لبس الجينز، مشكلة كبيرة تقع فيها اي سلطة عندها تحمل
نفسها مسؤولية مراقبة اللباس وتسريحات الشعر وما الى ذلك.
الحرية حاجة أساسية وعميقة عند الإنسان، فحتى لو وفرت له أمانا
وطعاما وسكنا وحتى لو قللت من الفساد فلن يكون الأمر كافيا. كما إن قضية المرأة
الآن لم تعد قضية محلية تماما، فهناك قيم عالمية لا بد من مراعاتها، وكذلك الشباب
ففي في زمن برامج التواصل الاجتماعي يصعب جدا أن تضيق على حرية الإنسان، ولن تجد
كثيرين ممن يرغبون بالعيش في بلد يحكم وفق رؤية فقهية قديمة تقليدية ولا تقبل
التطوير.
لا نريد ان نحكم على المستقبل، فما نرجوه ونتمناه ان يعيش الشعب الأفغاني
المسلم الطيب بوضع يليق به.
والله
المستعان
0 تعليقات