عز الدين البغدادي
من أعجب ما تجده في انتخابات العراق تسابق كثير من المرشحين إلى
القيام بأعمال شكلية تستهدف إقناع الناخبين، حيث يقوم بإنارة بعض الأماكن باستخدام
بروجكترات عادة ما تكون تجارية أو اخذ صور وهو يبتسم بتواضع مصطنع مع مواطنين، أو
ترقيع بعض الشوارع أو تبليطها بطريقة شكلية بالإسفلت، دون حدل أو تعديل او إرساء
بنى تحتية رصينة للطرق.
يمكن أن تسأل أي مواطن: هل تعتقد أن ما يكون به المرشح سوف يستمر
بعد الانتخابات؟ وسوف يجيبك: بل سيغلق هاتفه إذا فاز أو لم يفز. هل يمكن أن اثق
بإنسان يفكر بهذه الطريقة لبناء وطن؟ هل رأيت أعضاء مجلس النواب من قبل يتسابقون
لخدمة المواطنين في غير موعد الانتخابات؟ عموما العتب ليس عليهم بل على الوعي
العام للمواطن الذي لم تنجح الديمقراطية العراقية برفع مستواها طيلة 19 سنة، تصور
ان احد المواطنين قال لي: لا بأس، نبني شيئا فشيئا، في هذه الانتخابات يبلط شارعا
وفي الانتخابات المقبلة يبلط شارعا، وهكذا.
عموما التبليط عندنا في العراق شيء كبير وعجيب، بحيث ان احد زعماء
السياسيين بنى نظريته السياسية وقاعدته الشعبية على التبليط. وبرأيي أنه إلى نجد
قادة شرفاء يملكون رؤية ويعرفون قيمة الوطن، ويعرفون مكانة المواطن فإن خيارنا
هو…. المقاطعة...
0 تعليقات