آخر الأخبار

قراءة مغايرة في حدث مفصلي ( معاوية والخوارج)

 



 

د.أحمد دبيان

 

 

جاء اغتيال الإمام علي بن أبي طالب علي يد الخارجي عبد الرحمن بن ملجم ليضع النهاية للإسلام الثوري الذي أتي به النبي محمدا عليه الصلاة والسلام ولتختفي قيم المساواة والعدل والتكافل ولتتبدل الأحاديث وجوهر فلسفتها الثوري.

 

: حدَّثَنا- مَن شَهِدَ خُطبةَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بمِنًى في وسَطِ أيَّامِ التَّشريقِ، وهو على بَعِيرٍ، فقال: يا أيُّها النَّاسُ، ألَا إنَّ ربَّكُم عزَّ وجلَّ واحدٌ، ألَا وإنَّ أباكُمْ واحدٌ، ألَا لا فَضْلَ لعربيٍّ على عَجَميٍّ، ألا لا فَضْلَ لأَسْودَ على أحمرَ إلَّا بالتَّقوَى، ألا قد بلَّغْتُ؟ قالوا: نعم, قال: لِيُبَلِّغِ الشَّاهدُ الغائبَ.

 

لننتهي إلي

 

عن معاوية قال: قال رسول الله: "إن هذا الأمر في قريش لا يعاديهم أحد إلا أكبه الله في النار على وجهه ما أقاموا الدين". وفي صحيح مسلم: "لا يزال الإسلام عزيزا بخلفاء كلهم من قريش".

 

هناك أيضا رواية عبد الله بن عمر، قال: قال رسول الله: "لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي منهم اثنان". وقال رسول الله: "الناس تبع لقريش في هذا الشأن، مسلمهم لمسلهم وكافرهم لكافرهم". وعن بكير بن وهب الجزري قال: "قال لي أنس بن مالك الأنصاري: أحدثك حديثا ما أحدثه كل أحد، كنا في بيت من الأنصار فجاء النبي حتى وقف فأخذ بعضادتي الباب، فقال: ‘الأئمة من قريش، إن لهم عليكم حقا، ولكم عليهم حقا مثل ذلك، ما إن استرحموا فرحموا، وإن عاهدوا أوفوا، وإن حكموا عدلوا’".

 

جاء الخوارج من أنصار علي الذين شطوا وتأولوا التأويل الفاسد فصاروا محكمة بإله التحكيم ليكفروا الإمام ذاته وليقتلوا كل من يخالفهم وكل من يرفض القول بكفر علي .

 

وليتطور شططهم بفكر الحاكمية الذي وضعوا بذوره

 

حيث تشترك جميع الحركات الإسلامية المسيسة لاحقا في أن (الحاكمية) هي شرط الإسلام الأول، بل وذهبت بعض الحركات إلى اعتبارها الركن السادس من أركان الإسلام. ومفهوم الحاكمية انطلق أول ما انطلق من الخوارج عندما ثاروا على الخليفة علي بن أبي طالب، وعلق -رضي الله عنه- على ما يقولون بأنها: كلمة حق أريد بها باطلاً، لأنهم قصدوا بها (الإمرة) أي الحكم .

 

استطاع الإمام عل بن أبي طالب محاربة الخوارج وإلحاق الضرر بهم بضربات متلاحقة سبقتها معارك فكرية لم تجد معهم نفعا فكانت معركة النهروان بعد ان قتلوا عبد الله بن خباب ابن الصحابي الجليل خباب بن الأرت وزوجته الحبلي بعد ان بقروا بطنها لرفضه القول بكفر علي لقبوله التحكيم وهم بتأويلهم الفاسد من دفعوه الي القبول به .

 

قبل المعركة خرج من الخوارج رجل بعد أن قال علي رضوان الله عليه ارجعوا وادفعوا إلينا قاتل عبدالله بن خبّاب .

 

فقالوا : كلّنا قتله وشرك في دمه ! ثمّ حمل منهم رجل على صفّ علي (عليه السلام)ـ وقد قال علي : لا تبدؤوهم بقتال ـ فقتل من أصحاب علي (عليه السلام) ثلاثة وهو يقول :

 

أقتلهم ولا أرى عليّا ولو بدا أوجرته الخطِّيّا

 

فخرج إليه علي (عليه السلام) فقتله .

 

بلغ عدد قتلي الخوارج من ٢٤٠٠ الي ٢٨٠٠ قتيل .

 

كان الحنق علي الإمام ممن نجوا من المعركة من الخوارج بالغًا.

 

تحدثنا أحاديث الرواة عن وقائع الاغتيال ان الخوارج اتفقوا بعد النهروان ان يقتلوا الثلاثة رؤوس الفتنة حسب زعمهم ليستقر حال الأمة رغم ان ثأرهم وحقدهم كان موجها للإمام في المقام الأول .

 

ذكر ابن جرير، وغير واحد من علماء التاريخ والسير وأيام الناس: أن ثلاثة من الخوارج وهم: عبد الرحمن بن عمرو "المعروف بابن ملجم الحميرى" ثم الكندى، حليف بنى حنيفة من كندة المصرى، وكان أسمر حسن الوجه، أبلح شعره مع شحمة أذنيه، وفى وجهه أثر السجود، اجتمعو فقال ابن ملجم: أما أنا فأكفيكم على بن أبى طالب، وقال البرك: وأنا أكفيكم معاوية، وقال عمرو بن بكر: وأنا أكفيكم عمرو بن العاص.

 

ولم يكن أجل أحد منهم قد حان إلا أجل على بن أبى طالب، فقتله عبد الرحمن بن ملجم، وفشل الآخران فى قتل معاوية وعمرو، وذلك سنة 40 هـ، وقد بلغ ثمانى وخمسين سنة، وفى رواية ثلاث وستين سنة، وكانت خلافته خمس سنين إلا ثلاثة أشهر، وذلك من عام 35ـــــ 40هـ / 655 ـــــ 660م..

 

فماذا حدث فى محاولة قتل معاوية وعمرو؟

 

بحسب كتاب "البداية والنهاية (الجزء السابع)" لابن كثير، فأما صاحب معاوية - وهو البرك - فإنه حمل عليه وهو خارج إلى صلاة الفجر فى هذا اليوم فضربه بالسيف، وقيل: بخنجر مسموم، فجاءت الضربة فى وركه فجرحت إليته ومسك الخارجى فقتل.

 

وقد قال لمعاوية: اتركني فإنى أبشرك ببشارة.

 

فقال: وما هى؟

 

فقال: إن أخى قد قتل فى هذا اليوم على بن أبى طالب.

 

قال: فلعله لم يقدر عليه

 

قال: بلى إنه لا حرس معه، فأمر به فقتل، وجاء الطبيب فقال لمعاوية: إن جرحك مسموم، فإما أن أكويك، وأما أن أسقيك شربة فيذهب السم لكن ينقطع نسلك.

 

فقال معاوية: أما النار فلا طاقة لى بها، وأما النسل ففى يزيد وعبد الله ما تقر به عينى.

 

فسقاه شربة فبرأ من ألمه وجراحه.

 

ومن حينئذ عملت المقصورة فى المسجد الجامع وجعل الحرس حولها حال السجود، فكان أول من اتخذها معاوية لهذه الحادثة.

 

وأما صاحب عمرو بن العاص - وهو عمرو بن بكر - فإنه كمن له ليخرج إلى الصلاة، فاتفق أن عرض لعمرو بن العاص مغص شديد فى ذلك اليوم فلم يخرج إلا نائبه إلى الصلاة، وهو خارجة بن أبى حبيبة من بنى عامر بن لؤي، وكان على شرطة عمرو بن العاص فحمل عليه الخارجى فقتله وهو يعتقده عمرو بن العاص.

 

فلما أخذ الخارجى قال: أردت عمرا وأراد الله خارجة، فأرسلها مثلا، وقتل قبحه الله.

 

لا نستبعد أبدا وجود تحالفات قد جرت مرحليا بين الخوارج ومعاوية وعمرو بن العاص لقتل الإمام وهو من بلغ منهم الحنق شأنا كبيرا فباغتيال الإمام يستقر الحكم لمعاوية ويهنأ عمرو بن العاص بمصر .

 

حين نعود للروايات الشاهدة أو المنقولة عن حدث الاغتيال سنجد ان المحاولة الوحيدة التي أدت مهمة الاغتيال هي محاولة ابن ملجم بينما باءت محاولتا الاثنين الآخرين بالفشل .

 

في حال معاوية تم جرح اليته

 

والاليه في علم التشريح هي

 

العضلة الآلية العظيمة Gluteus maximus

 

وهى أكبر وأقوى عضلات الجسم كلها وتكون الإلية وتنشأ من كل من الجزء الوحشى الخلفى للحرقفة والصفاق القطنى العجزى وأسفل وخلف جانب العجز والعصعص ومن الرباط العجزى الوركى الكبير ، وتندغم فى عظم الفخذ وفى الجزء العلوى الوحشى للحدبة الوحشية لعظم القصبة.

 

وعملها هو بسط الفخذ وتعمل بالمشاركة مع عضلات الفخذ الخلفية (Hamstrings على رفع الجذع من وضع الركوع وعن طريق عملها على الصفاق الفخذي القصبي (Iliotibial tract فإنها تساعد في تثبيت الحوض على عظمة الفخذ.

 

العضلة الآلية العظمية العضلة الآلية المتوسطة gluteus medius

وتقوم العضلة ككل بتبعيد الفخذ في حين أن الألياف الأمامية منها تقوم بتدويره للأنسية (ملحوظة : تدوير الفخذ للأنسية أضعف من تدويره للوحشية).

 

العضلة الآلية الصغرى gluteus minimus

 

ولها نفس عمل العضلة الآلية المتوسطة.

 

عضلات الفخذ الخلفية

 

وعمل عضلات الفخذ الخلفية هو قبض الركبة كما أنها تساهم في بسط الفخذ.

 

و المنطقة كلها لا توجد بها أي أعصاب تؤثر علي الخصوبة والإنجاب ولا يوجد سم يتم تعطيله بالكي ما يشكك في الرواية برمتها .

 

وجاء حوار القاتل معه مبشرا علي ما يدل علي تنسيق ما ، ثم تم التخلص من حامل البشارة لوضع سناريو محبوك لمحاولة الاغتيال .

 

أما رواية محاولة اغتيال عمرو بن العاص فالرواية برمتها ان دلت علي دهاء يذكرنا بقطع تذكرة السينما ليلة أكبر تحول ثوري وأزمة قلبية مدعاه في جنازة من تم اغتياله ويوم جنازته ليتم اغتيال نائبه وليلقي القاتل نفس المصير لإخفاء شبهة مؤامرة الاغتيال .

 

لا نستبعد أبدا تحالفا مرحليا قام بتخطيط من عمرو بن العاص وإذن من معاوية لاغتيال الإمام فباغتياله انتهي الإسلام الثورة ليبدأ إسلام الأباطرة وفقه التمايز والاستعلاء والطبقية، ولينال الخوارج جزاء سنمار حيث حاربهم معاوية وهزمهم بعد ان استتب له الأمر وليصبح كل من انتهج نهجههم أداة في يد من يريد تقويض مجتمعات الكفاية والعدالة والمساواة.

 

إرسال تعليق

0 تعليقات