آخر الأخبار

توهمات الرد وجهل المباني ..

 




 

علي الأصولي

 

في خضم الدفاع المستميت عن أفكار ومباني متصوفة المتشيعة. وقفنا على ردود من يدعي وصلا بها من أصحاب دكاكين الوهم. فاعتقد أنه احكم قبضة الرد بدعوى عدم تخصص الآخر.

 

قال الخصم: (وهنا حاول بعض المطالعين غير المتخصصين أن يوهم أن مقصود الشهيد الصدر قدس سره هو العرفان المطلق لا مطلق العرفان بمعنى أن الإطلاق ها هنا عرفان أهل البيت عليهم السلام و لكي يتضح للقارئ اللبيب ضعف العزيز في هذه المطالب فضلا عن غيرها بل وركاكتته البينة بمعناها الأعم فضلا عن معناها الأخص نحتاج إلى مقدمة عقلية تبين لنا الفرق ( بين مطلق العرفان والعرفان المطلق) :

 

فأن الإطلاق تارة يدخل على العنوان فيكون العنوان غير مقيد بأي قيد فيكون الإطلاق متقدما فيقال: ( مطلق العرفان ) ومثل هذا الدخول ينتج أن العنوان لا يقيد بقيد معين فيصدق العرفان ها هنا على كل ما له مدخلية في إبعاده النظرية و العملية اي بلا قيد فلا يكون حينها العرفان - المبحث عنه بهذا العنوان - مقيد بقيد ديني أو غير ديني فيكون حينها صادق على كل تصوف دينيا كان أو لا، إسلاميا كان أو لا ، سماويا أو ارضيا وأخرى يكون الإطلاق قيد في المعنون فيقال : ( العرفان مطلقا) فهنا الإطلاق قيد للعرفان فيتخصص العنوان بقيد ويطلق معنونه الا ان المتطفل على العلوم العقلية لعدم تخصصه بها ظن أن هذا قيد في تخصيص العرفان مع ان أمثال هذا التخصيص لا ينسجم مع دخول قيد الإطلاق على المعنون فكان الأولى أن يقول العرفان المقيد فإذا بين أن مصداق القيد أهل البيت عليهم السلام - مثلا - صح العنوان المقصود والنتيجة المراده حيث ادعى ان العرفان الذي قصده السيد الشهيد الصدر الثاني قدس سره - والذي نقلناه من كلماته في ماوراء الفقه في المطارحة الأولى - هو عرفان أهل البيت عليهم السلام لا ما ذكره صدر المتألهين وابن عربي متجاهلا كلمات الشهيد الصدر الصريحة أن العرفان المقصود ما ذكرته كلمة الحكمة المتعالية المتكأه بدورها على كلمات ابن عربي ) انتهى:

 

أقول: وبعيدا عن ملاحظة الاستعلاء الذي ينم عن عقدة نقص حيث كانت وما زالت الاواني الفارغة تصدر ضجيجا في الفضاءات المفتوحة. أقول: بعيدا عن تلك الملاحظة: المطلق هو مفهوم الواقع غير المشروط - على ما ذكرت ويكبيديا - الذي يتجاوز الوجود المحدود والمشروط. انتهى:

 

وهذا يعني إمكان تسمية مطلق الوجود. مطلق الإنسان. مطلق العرفان. وكل هذه المفردات التي لوحظ فيها الإطلاقات فهي غير مقيدة بشرط او شروط وغير محددة بالتالي. وفي قبال المحدد والمشروط تكون الصياغة بالعكس فيقال: الوجود المطلق الإنسان المطلق العرفان المطلق. وهذا يلحظ فيه القيود الإحترازية.

 

وقد جاء هذا المعنى - الإنسان المطلق ومطلق الإنسان - في كلمات سيدنا الصدر الثاني. وهو بصدد التفريق بين المعصوم وغيره.

نعم: ومن خلال بيان ما ذكرناه أعلاه تبين توظيف مفردات من قبيل مطلق العرفان - الذي يراد تسويقه للداخل الديني العراقي - ولو بلوي عنق نصوص المعاني كذبا وافتراءا بالتالي هذه بضاعتهم اصابها الكساد وأريد انعاشها كيفما اتفق: هذا التعليق الأول.

 

قال الخصم: بعد نقل احد نصوص ما وراء الفقه فيما يخص الفلسفة ( أن السيد الشهيد محمد الصدر قدس سره يعتقد أن بعض الفلسفات كفلسفة ملا صدرا المتألهين تعتبر من أسرار الإلهية التي ذكرتها السنة والتي لا يدركها الا المأهليين.وبهذا يتضح مراد الشهيد الصدر بواضح البيان وساطع البرهان) أنتهى:

 

أقول: اتمنى على الخصم بأن لا يقولني ما لم اقل. إذ اني لم اكن بوارد نفي مباني الفلسفة عند استأذنا الصدر نعم: قد أخذ منها وما يراه موافقا للكتاب والسنة برايه ولم يأخذ بها عريضة كما هو شأن أستاذه في - فلسفتنا - والاسس المنطقية - الذي لم يأخذ كبرى مبانيهم - كالحركة الجوهرية - ولذا قد سقت شاهدا على الدعوى وهو الإحتمال الخامس ومبنى الفناء الذي رده الصدر الثاني تبعا لاستاذه وقد فصلناه ذلك في كتابي - فقه منهج الأصول ج٣ –

 

قال الخصم: وهو في صدد بيان إتكاء الأصول على فلسفة الحكمة المتعالية والتي بدورها تتكئ على جملة من مباني المتصوفة وأخص منهم ابن عربي إذ قال( وهنا اترك الجواب للشهيد الصدر قدس سره حيث قال في كتابه : أصول علم الأصول تحقيق مؤسسة المنتظر / بتقديم السيد مقتدى الصدر ص ٤٦ ما لفظه : ( ومن هنا تضاعفت أهمية القواعد الأصولية العامة وأهمية علم الأصول مما حدا بهؤلاء الى التدقيق فيه أكثر و أكثر. أليس هو دليلهم الرئيسي و مفزعهم الأخير في معرفة أحكام الإسلام؟ الأمر الذي سبب في أذهان هؤلاء الى إدخال المطالب الفلسفية و المنطقية في علم الأصول.

 

أليست الفلسفة هي أعمق العلوم و احراها بادراك الحقائق؟

 

إذن فالحري بنا ان نفهم علم الأصول فهما فلسفيا لعلنا ننال منه حقائق الأحكام الشرعية في عصر الضياع و الظلام و بذلك أصبح علم الأصول فصلا من فصول الفلسفة او كاد.) أنتهى:

 

أقول: الأصل بالفلسفة للملا صدرا غير متكئ على مباني ابن العربي وهذا ما صرح به كبير متصوفة إيران زادة آملي. كما ذكرت ذلك في مقال منفصل.

 

ما يعنينا هو ان التعمق الفلسفي في البحث الأصولي وان كان حاصل في الجملة الا انه هل هو ضرورة أم لا؟ ومن هنا وقع الخلاف بينهم ولعل أقدم ما قرأته في هذا المجال ما ذكره في - فرائد الأصول - للأنصاري. حيث لا يرى حق للفقيه الخوض في المسائل العقلية لتحصيل ملاكات الأحكام فإن ذلك يخالف توقيفية الأحكام ولا نتيجة عملية له سوى التشكيك بالأمارات الظنية التي عمدتها الاخبار .. على تفصيل مذكور في محله .. وهذا المنحى سلكه جملة من اكابر فقهاء الإمامية كصاحب - الجواهر - وصاحب - العروة - و الاصفهاني ابو الحسن وحسين البروجردي وغيرهم. بالتالي البحث الفلسفي المعمق في الأصول ليس محل وفاق بينهم. فالاستشهاد بنص السيد الصدر دون غيره إغراء بالجهل لا يصدر الا من متصوف يريدها - عنزة وان طارت –

 

قال الخصم: ما مضمونة( نظرية الإرادة الحرة - التي عرضها السيد في - منهج الأصول - مبنية على فلسفة الحكمة المتعالية.)

أقول: ان نظرية الإرادة في عرض نظرية الحكمة المتعالية سواء كانت مستندة للفناء - وهي غير مستندة طبعا - وكذا هي في عرض مبنى الفناء الصوفي حيث قربها - رحمه الله - من وجوه مشهورية كما سماها في - منهج الأصول - فراجع.

 

اخيرا قال الخصم: ( لا طريق لمعرفة الحقائق الدينية الا عن طريق العرفان النظري الذي وضع أسسه ابن عربي ... الخ .. الى ان قال: من لم يفهم المباني العقلية والعرفانية - حق معرفتها - فلا شك بعدم فهمه لكثير من المباني الأصولية ونتائجه) انتهى:

 

أقول: لا تعليق بعد وضوح فساد المخرجات للمباني الصوفية في الجملة.

 

إرسال تعليق

0 تعليقات