علي الأصولي
المتعارف عليه إن يوم فرحة الزهراء (عليها السلام).يصادف التاسع من
شهر ربيع الأول من كل سنة. وهو يوم موعد نزع السواد عند الإمامية.
وقد ذكروا عدة أسباب أو مناشىء لهذه الفرحة منها وجهان: على ما ذكر
القمي في - مفاتيح الجنان –
أولهما: ان التاسع من ربيع الأول هو أول يوم من أيام إمامة المهدي
(عليه السلام). بلحاظ كون الإمام العسكري (عليه السلام). مات في الثامن من ربيع
الأول. وهذا الوجه ذهب إليه السيد محمد محمد صادق الصدر - قده - كما في احد خطب
الجمعة.
ثانيهما: أنه يوم طعن فيه عمر بن الخطاب وقد سمي عند أصحاب هذا
الوجه بعيد البقر. وهذا الوجه استبعده الشيخ اليعقوبي لعدة أمور ذكرها: منها:
١) إن هذه الحادثة - حادثة اغتيال عمر بن الخطاب - وقعت في أواخر
ذي الحجة لا في ربيع الأول.
٢) إن حادثة الاغتيال وقعت بعد وفاة الزهراء (عليها السلام).
والمفروض أنها عاشتها.
٣) إن هذا الفهم غير لائق بأهل البيت (عليهم السلام). البعيدين عن
الشماتة والتشفي ..
وبالجملة: قد استظهر الشيخ اليعقوبي ان الفرحة لما كانت فعلية فهي
لابد ان تكون عاشتها في حياتها. وهي بالتالي تنطبق على معرفة التحاقها بابيها
(صلوات الله وسلامه عليهم). كما في الخبر حيث أنها توفيت في السنة الحادية عشر بعد
أبيها (صلى اللّه عليه وآله) بأشهر وهذا الوجه والاستظهار مبني على كون أن وفاة
الرسول (صلى الله عليه وآله). ليس كما ذهب إليه المشهور وهو الثامن والعشرين من
صفر حتى لا تكون الفرحة بعدها والمفروض ان تكون الفرحة بعدها. وهذا الإشكال محلول
إذا التزم الشيخ اليعقوبي بكون وفاة النبي (صلى الله عليه وآله). في الثاني عشر من
ربيع الأول لا في الثامن والعشرين من صفر . كما هو مختار الكليني في - الكافي -
وهو مذهب العامة.
وكيف كان: عندما وصل الشيخ اليعقوبي لهذه النتيجة لم يبد رأيه
بصراحة. فهو إما أن يتماشى والمشهور ويختار وجها من وجوه ومناشىء فرحة الزهراء
(عليها السلام). أو أن يلتزم كون وفاة الرسول (صلى الله عليه وآله) ما التزمه -
الكليني - الذي خالف المشهور وهو رأي العامة.
وان كان قال الشيخ اليعقوبي: وأننا هنا لا نريد أن نغير التاريخ
المشهور لوفاة النبي (صلى اللّه عليه وآله). ولا ندعم القول الآخر .. الخ ..
وهو كما ترى لا رأي له في الفرحة. وأعتبر العيد من البدع بدعوى لا
أصل له. إذ لا وجود له في عصر الأئمة (عليهم السلام). ولا عند قدامى العلماء بل
وجد في العصر البويهي. إذا صحت النسبة الى كتاب - مسار الشيعة - للمفيد ..
أقول: ان الفرحة لا يشترط كون صاحبها يعيشها بنفسه فأعمال الخير
تسر وتفرح رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهي كذلك تدخل السرور على قلوب أهل
البيت(عليهم الصلاة والسلام). بالتالي: حصر الفرح فعليا وكون صاحبها يعيش ويتلبس
بهذا العنوان في حياته. غريب جدا. كيف ذلك وقد وردت في الأحاديث والأخبار بأن الأموات
يستبشرون ويكونوا في حالة فرح وغبطة عندما يهدى إليهم ثواب سورة الفاتحة أو ثواب إطعام
الفقراء ونحو ذلك.
وعليه: كما أن الفرح يلحظ بالحياة كذلك يلحظ بعد الوفاة ولذا كانت
فرحة الزهراء (عليها السلام). في عليائها - على ما عبر عنه السيد الشهيد الصدر -
في اليوم الذي تبدا فيه إمامة القائم من آل محمد (صلوات الله وسلامه عليهم).
وبالجملة: نعم: ان الأعياد في الإسلام معدودة ولا عيد إلا ببيان من
الشارع. لكنه لا يمنع كون بعض الأيام عظيمة كيوم عرفة بل والليالي كذلك كليلة
القدر وليلة النصف من شعبان. وهي أيام سرور ولذا نجد ان في بعض هذه الأيام
والليالي تشرع الصلوات الخاصة والاغتسال المستحبة كما في أدبيات الفقه. فلتكن فرحة
الزهراء (عليها السلام) من أيام السرور والأمر سهل على كل حال والى الله تصير
الأمور ..
0 تعليقات