آخر الأخبار

"عَوْرَةُ الرِّجَال"... بين البطل "بيج رامي" و"المُتَأَزْهِر""بيج عبد الله رشدي"!!

 




 

رأفت السويركي

 

 

من المرويات الشعبوية الرائجة التي شاعت في "العامية/ الدارجة" المصرية ما اشتُهر من سؤال أحد الأبناء لأبيه عن معنى كلمة "هَيَافَة" فأجابه الأب على الفور:" يعني تِيْجِي/تأتي/ في الهايفة وتتصدر"!

 

تذكرت هذه المقولة على الفور وأنا أطالع ما ذكره "المتأزهر" أي "الأزهري"عبد الله رشدي في إطار تنشطه المفرط في فضاء "تويتر" حول النتيجة المبهرة التي حققها للعام الثاني على التوالي بطل "كمال الأجسام" المصري الدولي ممدوح السبيعي والشهير باسم "بيج رامي".

 

الـ "بيج رامي" هذا باقتدار عبر التدريب والإصرار تمكن من الحفاظ على المركز الأول في أبرز بطولات "كمال الأجسام" العالمية؛ والتي أقيمت في مدينة أورلاندو بولاية فلوريدا الأميركية؛ مُحققاً جائزة قيمتها 400 ألف دولار أميركي.

 

*****

 

إلى هنا وتنتهي قصة "بيج رامي" التي احتفت بها الصحافة المصرية والعربية والعالمية؛ عبر نشر نتيجة البطولة ولحظات التتويج مرفقة بلقطات استعراضية؛ تبرز مكامن القوة والتناسق في عضلات جسده؛ وبما يوضح للجميع فعل جهود التدريب في بناء الجسد الإنساني المتشكل بطبيعته من الهيكل العظمي وغطائه من العضلات.

 

ولعل الصور المنشورة لقوام "بيج رامي" تكشف جهده الهائل الذي بذله في تعهد بنيته العضلية بالتدريب والغذاء فيقدم الصورة الواجب تحققها في الجسد الرجالى أو الاقتراب منها؛ بعد أن أصابت الجميع ظواهر عِلَل "الكروش" المترهلة و"المؤخرات" المتضخمة؛ كاشفاً عن إبداع الخالق في توفير إمكانات خفية نتغافل عنها.

 

*****

 

 

ووسط الأفراح بالفوز الذي حققه "بيج رامي"؛ واشتعال الفضاء الافتراضوي بـ "تويتر" و"فيسبوك" في تبادل التهنئة؛ ونشر الصور للبطل "البيج رامي"؛ يقفز عبد الله رشدي ذلك "المتأزهر" الذي لا يتوقف عن افتعال الضوضاء بإفراط؛ من دون أن تردعه تلك الجهة التي يُقْحم نفسه بالانتساب إليها؛ ولا يترك شاردة أو واردة إلا ويلقي بدلوه في بئرها.

 

إن هذا "المتأزهر" عبد الله رشدي؛ وحسب اصطلاح "فقه الحالة" الذي يفهمه أُطْلق عليه تسمية "البيج عبد الله رشدي"؛ لطبيعة كلامه الذي يقذف به في هذه الفضاءات والصور التي يبدو عليها مرفقة بما يقوله.

 

وفي أحدث استعراض كلامي له بادر بإطلاق "تغريدة" محتواها:

" عبدالله رشدي @abdullahrushdy

 

لا يجوز للرجل المشاركة في بطولات كمال الأجسام التي يُشْتَرَطُ للمشاركةِ فيها إبداءُ شيءٍ من العورة التي أمره الشرعُ بسترها. مارسْ من الرياضةِ ما شِئتَ دونَ أن تَخرِقَ ضوابطَ الشرعِ الشريف. "!

 

وبتفكيك هذه التغريدة التي ليست تغريدة في مدلولها يتجلى الخلل في الفهم الذي يحاول "بيج عبد الله رشدي" تعميمه؛ ما يثبت عوار منطقه كما يلي:

 

- إن هذه الرياضة تُسمى "كَمَال الأجسام" وليست "جَمَال الأجسام"؛ وبالتالي فهي تقوم على إبراز معيار التكامل في بناء الجسم عبر التدريب لتشكيل العضلات في كل الأجزاء المنظورة أو المكشوف عنها في البدن الإنساني.

 

- إن كلمة "كمال الجسم" تعني في اللغة تمامه وحسن قوامه وتميزه بصفات الكمال التي تستحسنه عيون الناظرين بالإبهار. فيما كلمة "جمال الجسم" تعني مقدار الفتنة التي يبدو بها عبر المثيرات التي يشيعها في عيون الناظرين. وهنا الفارق الفاصل في التسمية التي لم يدركها "المتأزهر" عبد الله رشدي وهو يلعب على مثير الفتنة في الجسد الذكوروي.

 

- إن ما لم يهتم باستحضاره قبل أن يقذف حجارته هو ما تعلمه في أروقة مؤسسة الأزهر الراسخة والمرتبط بواقع الالتزام بستر أو إخفاء خصوصية المنطقة المحددة بالعورتين في الجسد الذكوروي والتي يلتزم بسترها كل الرجال من كل الديانات وحتى الاتجاهات غير الدينية.

 

- إن هيمنة الموروث الحاف بالعقيدة الإسلامية من مرويات ومنقولات وفق ما يبدو لا يزال متمكنا بتكبيل الرؤوس ماضوية التربية فلا يوفر لها إمكانية أن تعمل العقل والتفكر في الحُكم والعِلَّة ودورانهما وارتباطهما وغاياتهما و...و... إلخ من قضايا واصطلاحات وغايات الفقه وتطورارته وارتباطاته بمتغيرات الحياة والزمان.

 

- إن عُبَّاد الفكر الماضوي الظواهروي من فئة "البيج كنج عبد الله رشدي" لا يزالون يمارسون في حقيقة الأمر استعراضات" كمال الكلام"؛ فينافسون رياضات استعراضات "كمال الأجسام"؛ متشبثين بنوعية واحدة من الخطاب الحجري؛ فتراهم يُصرِّون على فرضه على الأفهام والذائقة الجمعوية؛ وتكريسه عبر إكسابه القداسة المكذوبة؛ فيما يكون ما يتشدقون به منقوضاً أيضاً بالروايات المغايرة عبر تكذيبها وإضعافها والطعن في واحديتها!

 

- "بيج كنج الكلام" عبد الله رشدي يدور حول مفهوم "العورة" بالنسبة للرجال؛ متناسيا وقتانيات "زمان التحريم"؛ وارتباط ذلك بطبيعة البيئة وضرورات زمن نشر العقيدة وخصوصية الملابس/ الغطاء؛ ويتناسى دافعية غاية التركيز على "الجسد الأنثوي" بالتحديد؛ لعلل ودوافع ترتبط بالفتنة والنسق الحاكم للنوعين أكثر من الجسد الذكوروي.

 

- إن الخطاب القرآني الذي يتناساه عبد الله رشدي كان يحدد "عِلَّة" إدناء الجلابيب بالقول الكريم: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا}. صدق الله العظيم. وعلينا تأمل التراتبية ـ المهملة من إدراكه ـ والتي تبدأ بأمهات المؤمنين وتنتهي بنساء المؤمنين؛ إذ يتغافل عن التنبه لقرينة السببية التي تحددها الآية {ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين}."ص".

 

- لقد وقع "البيج عبد لله رشدي" في فخ القول بأن "بيج رامي" كشف عورته التي حددها الشرع في رياضة كمال الأجسام؛ ولم يراعِ ما ذكرته الكثير من المراجع على سبيل المثال: " تهذيب سنن أبي داود" والتي ابتنى بها عقله "المتأزهر"؛ متجاهلاً ما تضمنته حول اعتبار الفخذ عورة بأنها " حكاية حال لا عموم لها".

 

- وتجاهل "بيج "عبد الله رشدي ما تضخمت به المراجع الفقهوية الحافة بالعقيدة من أقوال محددة حول "عورة الرجل" بـ : "أن العورة عورتان: مخففة ومغلظة، فالمغلظة السوءتان، والمخففة الفخذان، ولا تنافي بين الأمر بغض البصر عن الفخذين لكونهما عورة، وبين كشـفهما لكونهما عورة مخففـة. وفي هذا رخصة للرياضيين وغيرهم ممن تسـتلزم هواياتهم وممارساتهم الملابس القصيرة، مثل "الشورت" ونحوه، وكذلك من يشـاهدونهم... فالقول الصحيح أنه جائز، ما لم يصحب ذلك شهوة، أو خوف فتنة... وهذا هو رأي جمهور فقهاء الأمة، وهو الذي دلَّ عليه عمل المسلمين منذ عصر النبوة".

 

- بل إن هناك واقعاً فقهوياً معتبراً يقوم على أن "الفخذ ليس بعورة"، بدليل حديث أنس أن الرسول "صلعم" حسر عن فخذه في بعض المواضع، وما ذكره المالكية بـ "أن العورة المغلظة من الرجـل هي السوءتان فقط أي القبل والدبر... وهي التي تبطل الصلاة بكشفها...". "راجع موقع إسلام ويب"

 

*****

 

وإذا كان ما ورد في الأسطر السابقة يكشف الاستعراض الفاشل والمتهاوي لـ "البيج" عبد الله رشدي" في "رياضة الكلام" وهو ينتقد الـ "بيج كنج رامي" في "رياضة كمال الأجسام"؛ فإنه وللطرافة المثيرة يمارس في الفضاء الافتراضوي "رياضة استعراض الأجسام مع استعراض الكلام"... كيف؟:

 

- يرفق عبد الله رشدي مع تغريداته صوراً شخصانية له تدعو للتساؤل؛ إذ يهتم بإبراز رشاقة قوامه وما يدل على إبراز عضلاته؛ بل إن تحليل حركاته الفيديوية يكشف تماثلها مع بعض حركات ممارسي رياضة "كمال الأجسام"( تابعوا بعض الصور المرفقة).

- والملفت للأنتباه أن "بيج كنج الكلام" عبد الله رشدي لا يتنبه لمعنى القول القرآني الكريم {... وأنهم يقولون ما لا يفعلون}؛ فيظهر مرتدياً أحدث الملابس التي استصنعها الكفار وغير المسلمين والتي تحمل الحروف اللاتينية والشعارات الدالة على "ماركاتها" افتخاراً حين لا تراعي الشرعية المفترضة في "الملابس" حسب قناعاته التي يثقل بها على الجمهور!!

 

*****

 

حين يُمارس "بيج كنج" الكلام "المتأزهر" عبد الله رشدي الاستعراض في الفضاء الافتراضوي؛ محاولاً تلويث و"تحريم" ما حققه " رامي بيج كنج كمال الأجسام" المصري الدولي ممدوح السبيعي؛ وتجريده من بهجة الانتصار المذهل بدعوى منافاته ضوابط الشرع الخاصة بتغطية عورة الفخذين؛ فإنه يذكرنا بالمروية التي شاعت في "العامية/ الدارجة" المصرية المشهورة بسؤال أحد الأبناء لأبيه عن معنى كلمة "هَيَافَة" فأجابه الأب على الفور:" يعني تِيْجِي/تأتي/ في الهايفة وتتصدر"!!

 

إرسال تعليق

0 تعليقات