آخر الأخبار

النجاح والإخفاق… في ذكرى تشرين

 



 

 

عز الدين البغدادي

 

تأتي أهمية تشرين برأيي من نجاحها في نقطتين هامتين: الأولى: إنها أسقطت وهم ان الشعب ساكت أو مخدر، وأسقطت وهم الساسة الفاسدين الذين كانوا يراهنون على الطائفية أو الخطاب الديني التقليدي ليضمن استمرار بقائهم.

 

والثانية: أنها الثورة التي اشترك فيها الشعب كل الشعب، المعلم والطالب والعامل والفلاح والطبيب والموظف والأكاديمي وشارك فيها الجندي وشارك فيها أبطال الحشد بشكل مباشر أو من خلال رسائلهم على السواتر "عليكم التظاهر وعلينا السواتر"، لم تحظ ثورة بإجماع الشعب بكل ما فيه بكل عناصره من النخب الى قاع المجتمع كما يعبر عنه.

 

 

ترنح النظام تحت ضغط تشرين وكاد ان يسقط لولا تأثيرات قوى معروفة لا تريد للعراق ان يخرج من ثنائية الطائفية والفساد، لكن مع عظمة هذا التحرك وقوة تأثيره، فقد كنت اعتقد أنها لن تحقق أهدافها بإسقاط النظام السياسي، وحتى لو أسقطته فلن تنجح في بناء نظام سياسي جديد. والسبب هو غياب رؤية سياسية منتجة وغرور بعض الشباب الثوري الذي جعل بعضهم يتصرف بشكل استفزازي للعقل الديني التقليدي وهو ما استغلته السلطة الفاسدة إعلاميا، فضلا عن مشكلة كبيرة ورئيسة وهي غياب القائد.

 

اختصر مقالتي بهذه النقاط، ولا اختصر تشرين بها فهي بلا شك ستكون مادة هامة في التاريخ والسياسة والاجتماع والأدب والفن.. وتبقى تشرين صفحة ناصعة في تاريخ العراق، وسيسجل التاريخ تشرين كانتفاضة أو كثورة كبيرة في تاريخ العراق.... والنصر آت بل قريب.

 

المجد والخلود والرحمة لشهداء تشرين.

 

إرسال تعليق

0 تعليقات