محمود جابر
صدق الشاعر العراقي مظفر النواب حين قال ذات يوم :
سنصبح نحن يهود التاريخ
ونعوي في الصحراء بلا مأوى
لا اعرف ما هى علاقة التنوير بالتصهين، ولا اعرف أي تطبيع بمعنى
السلام مع؛ دولة "الأبارتايد" الإسرائيليّ، وهل يمكن أن يكون الاغتصاب
عملا جديدا لو تمت تحت سمع وبصر القانون، أو قام المغتصب بالوضوء قبل علمية
الاغتصاب، أو دعا ربه ان يوفقه فى ان يقوم بعملية الاغتصاب بشكل حسن!!
من خلال موقع تنوير طالعت مقالا بعنوان" التطبيع
والديمقراطية"، يدافع فيه الكاتب عن عما يسميه ( التطبيع)، ويتباكى كما
يتصهين عن سوء استخدام المصطلح الذى تم ربطه بالسياسة..
ثم يحاول الكاتب ان يوضح سبب سوء استخدام المصطلح، او سوء الربط هو
ما تسبب فى عزوف الجماهير عن القيام بعملية التطبيع، بعد ان قامت السلطة باحتكار
هذا الاستخدام ولا اعرف على وجه الدقة هل قصد الكاتب استخدام أم ( مضاجعة) كمفهوم
امثل لكلمة استخدام والتى تتناسب تناسبا موضوعيا مع (ممارسة التطبيع) !!
وبناء على سوء هذا الاستخدام جرى خلط متعمد بين النضال من اجل
إحلال سلام عادل، ولا اعرف هل فعلا يقوم – عادل – بمضاجع مُثلى، او استخدام امثل
لهذا السلام التطبيعى!!
يروجع الكتب من خلال مقاله إن التطبيع كممارسة مٌثلى هى ان يقوم
سكان المنطقة بما فيهم الإسرائيليون طبعا بإحلال السلام بينهم والتعايش السلمى،
وكان الكاتب الهمام لا يعرف ان دولة الكيان تبنت قانونا عرف بقانون ( الدولة
القومية اليهودية) وهذا القانون أقل ما يقال فى حقه بأنه قانون للابارتد يجعل غير
اليهود على تلك البقعة الجغرافية السياسية مواطنين من الدرجة الثانية، وفى الوقت
نفسه تصف دولة الكيان نفسها بأنها واحة الديمقراطية، وفق السياق المشوه كما المقال، الذى اخذ يقول ان
هناك فرق بين اليمين وتيار ما بعد الصهيونية وأهمية وجود سلام ديمقراطى، وهو
أسطورة يحاول دعاة التصهين ان يقنعونا بها كما كان الحكاواتى يحاول ان يقنعنا
بوجود العنقاء والخل الوفى...
فأول شروط الديمقراطية هى التسامح والعلمانية، فكيف تستقيم دولة
يهودية مع مفهوم الديمقراطية، وكيف يستقيم قيام كيان غاصب بمفهوم السلام؟!!
إن فكرة الديمقراطيّة متناقضة كليّاً مع ممارسة إسرائيل الاستعمار
الوحشيّ، والتجريد من الأرض والموارد وتدمير شروط عيش الناس الماديّة... ثم ياتى
لمن يحدثنى عن استخدام خطا او صحيح للتطبيع.
إن التصهين الفكريّ ليس متولداً عن إحساس ثقافيّ داعم للسلام،
ولكنه قائما على أساس الانبطاح النفسي فى أحسن الظن. أو على أساس مساواة الضحية
بالجلاد. إذاً، يفرض التصهين نفسه كفكر مهيمن بناءً على ردّ الفعل انكساري مع جهل
مطبق بمفهوم الصهيونية التي تمثّل أيديولوجيا قوميّة مستوحاة من أفكار عنصريّة.
بعض من مروجي التصهين حداثويين ورغم ادعائهم الحداثة والتنوير فهم
يتجاهلون عن عمد التناقض بين الحداثة والماضوية اليهودية فى تسويق مشروعهم السياسي
المستقبلي بعقل وفكر أصولي وفق " ظلامية دينية"، ويدعم من جهة أخرى،
وعلى نحو لا مشروط، دولة أساسها القانونيّ نصّ دينيّ ومبنيّة على أسطورة مؤسسة
تربط شعباً بدولة باسم الديمقراطية . لكن هذا القانون الأساسيّ الذي جاء لـ«ينقش
على الرخام» حقيقة مستفزّة مسكوت عنها وهى أن: «إسرائيل دولة قوميّة للشعب
اليهوديّ»، ولتشجيع تأسيس مستوطنات مدنيّة، لم يعد الدفاع عن حسن أو سوء استخدام
التطبيع او النضال من اجل السلام او حتى النضال من اجل النكاح .
هذا السياق الجديد للاستخدام الامثل للسلام أو التطبيع او تفخيذ،
يكشف الحجّة المؤسسة للدفاع المزعوم او حتى الجهل الذي يلفّ هذا الخطاب الذى يدعى
التنوير أو الحداثة وهو متلبس و في وضح النهار بمضاجعة مٌثلى للتماهى مع الصهيونية
.
0 تعليقات