رأفت السويركي
تابعوا RT علىRT
أصدر مكتب مدير المخابرات الوطنية الأميركية تقييماً لأجهزة
المخابرات الأميركية "نُزعت عنه السرية" بشأن منشأ (كوفيد- 19).
وخلص التقييم إلى أن
"فيروس كورونا" لم يتم تخليقه باعتباره سلاحاً بيولوجياً.
وأشار التقرير إلى أن "معهد ووهان" لعلم الفيروسات
"أنشأ سابقا مجموعات من فيروسات كورونا الشبيهة بـ "السارس"، لكن المعلومات
المتوفرة لا تقدم نظرة ثاقبة حول ما إذا كان SARS Cov-2) ) قد تمت هندسته وراثيا بواسطة المعهد
المذكور".
وأوضح التقرير أن أربع وكالات مخابرات أميركية قالت "بثقة
منخفضة" إن الفيروس انتقل في البداية من حيوان إلى إنسان، فيما رأت وكالة
مخابرات خامسة "بثقة متوسطة" أن العدوى البشرية الأولى كانت مرتبطة
بمختبر وفقا لـ "روسيا اليوم".
** "اكتشاف المغارة":
----------------
اكتشاف ما يختبئ في "مغارة العنوان" والتقرير ينبغي أن
يدفعنا للالتفات إلى استراتيجيات توظيف الإعلام سلاحاً؛ حين يستهدف الترويج لأهداف
معينة؛ لصرف الأنظار عن أهداف أخرى أخطر.
وهذا التقرير الأميركي يحاول بنعومة المخادعة نزع فتيل الاتهامات
المتبادلة بين الأميركيين والصينيين؛ كطرفين متصارعين حول الهيمنة على أموال
الاقتصاد العولمي؛ عبر الاستثمارات الهائلة في استصناع المضادات واللقاحات
والمنظفات وأدوات الوقاية.
إن لعبة "التضليل الإعلاموي" الأميركي تبدو في تجريد
خطاب الاتهامات؛ ونفي أن تكون عملية استخلاق الـ كوفيد ـ 19 مقصودة؛ بل وتبدو
"براءة الأطفال" في لغة التقرير باستخدام تعبير "نُزعت عنه السرية
" لنفي القصدية الصينية المتعمدة في استصناع الفيروس حسب الاتهام الأميركي
السابق؛ وفي الوقت ذاته الدفع باتجاه غض الطرف عن الاتهام الحقيقي لمعامل الحروب
البيولوجية الأميركية في هذه القضية.
*****
ولعل تفكيك لغة الخطاب في هذا الخبر يكشف المقصود:
- التقرير الاستخباراتوي الأميركي الجامع لمواقف خمسة أجهزة
أميركية يتضمن إجماعاً بأن الفيروس "غير مستصنع"؛ أو حسب لغة
التقرير:" لم يتم تخليقه باعتباره سلاحاً بيولوجياً". وهذا الحكم يجرد
الاتهامات الصينية من قوتها بأن المتسبب الحقيقي هو المعامل الأميركية.
- التقرير نفسه ينزع عن فيروس كوفيد ـ19 الاتهامات بأنه يأتي في
إطار الحروب البيولوجية؛ التي تمثل الجيل المستقبلوي من الحروب الجديدة المناسبة
لمرحلة اقتصادات وسياسات العولمة الحاكمة وهي في طور الهيمنة المتصاعدة.
- ويتعمق هذا الترسيم المريب والمشكوك في نوازعه للأدلة؛ بالاعتراف
الاستخبارتي الأميركي أن" معهد ووهان" لعلم الفيروسات الذي (أَنَشَأ
سابقاً مجموعات من فيروسات كورونا الشبيهة بـ "السارس") لا يتأكد
بالنظرة الثاقبة أنه قام بهندسة الفيروس SARS Cov-2 وراثياً بواسطته!!
- ويصرف التقرير الاستخباراتي الأميركي الأنظار عن فكرة "نهج
المؤامرة"؛ المرتبطة بالحروب البيولوجية بالقول عبر أربعة مكاتب "بثقة
منخفضة": " إن الفيروس انتقل في البداية من حيوان إلى إنسان"؛ فيما
المكتب الخامس ـ كخطوة تكتيكية ـ يؤكد بثقة متوسطة: "أن العدوى البشرية الأولى
كانت مرتبطة بمختبر"!!
وإذا كان هذا التقرير يفضح تكتيك "التحول السياسوي
الأميركي" لنسف خطاب المؤامرة الذي يُعَلِّق السلسلة في رقبة الرأسمالية
والنظام الأميركي الحاكم باستصناع فيروس كوفيد ـ 19؛ فإنه في الوقت ذاته يعمق
التأكيد على إتهام الأميركيين باستصناع وافتعال الجائحة لضرب الاقتصاد الصيني؛
وتلويث نهجه المرتبط برأسمالية الدولة المهيمنة؛ والحد من امتداداته العولموية.
كما أنه في الوقت نفسه يحاول التغطية على الاتهامات الصينية المضادة منذ البداية
باستصناع وتخليق الفيرس في المعمل البيولوجي العسكريتاري الأميركي.
*****
لذلك تبقى الأسئلة مشرعة وباقية حول من المستصنع الحقيقي لهذا
الفيروس؟ ومن الذي استصنع الفيروس في معامله البيولوجية؛ ومن الذي أطلقه؛ ومن
يواصل إطلاق أجيال المتحورات المتتالية والتي بدأت بطور قتل "كبار
السن"؛ ثم مرحلة "الرجال في منتصف العمر"؛ فـ "الشباب المندرج
في مطالع الرجولة الكاملة"؛ ومؤخراً "الأطفال بدءاً من أعمار السنوات
الخمس"؟
ففي ذلك التقرير المُخادع الخطاب يمكن اكتشاف محاولات
"الاحتيال السياسوي" المتواصلة في الفعل ورد الفعل بين الطرفين
المتصارعين على مسؤولية التسبب في جائحة سيئة السمعة؛ سعت لـ "فيرسة
العالم"؛ وما محاولة دفن الاتهام الأميركي المضاد للصين إلا تكتيك مناور لا
يمر بسلامة من تحت الأنف الصيني.
- فقد "وصف ليو بينغيو، المتحدث باسم السفارة الصينية في
الولايات المتحدة، التقرير الأميركي حول أصول فيروس كورونا بأنه "غير علمي
على الإطلاق؛ فهو سيقوض البحث العلمي حول المنشأ؛ ويتداخل مع الجهود العالمية
للعثور على مصدره ".
- ويسدد " ليو بينغيو" اللكمة القاضية للتقرير
الاستخباراتي الأميركي بالقول " إن الولايات المتحدة ترفض الرد على شكوك
المجتمع الدولي بشأن المختبر العسكري في فورت ديتريك وأكثر من 200 قاعدة أجنبية
للتجارب البيولوجية، وبالتالي فإن الجانب الأميركي يحاول إخفاء الحقيقة وتجنب
المسؤولية".
*****
إن التقرير الاستخباراتي الأميركي بتجريد فيرسة العالم بـ
"كوفيد ـ 19 من التوصيف بالمؤامرة؛ بقدر ما حاول تبرئة العقل البيولوجوي
الأميركي من مسؤولية الفيرسة الراهنة أمام المكاسب المخيفة التي تتحقق راهناً
ومستقبلياً لأحتكارات صناعات الأدوية العالمية؛ فيؤكد بما لا يدع مجالاً للشك بأنه
فيروس من استصناع المعامل الأميركية البيولوجية جرى إطلاقه في الصين بداية ضمن
الحروب البيولوجية. وما نفي ذلك إلاَّ إثبات لها حسب اكتشاف خفايا "مغارة لغة
الأخبار"؛ التي تنسب للاستخبارات الأميركية القول أن "فيروس كورونا لم
يتم تخليقه باعتباره سلاحاً بيولوجياً"؛ وهي بالوقائع والسيناريوهات محض
أكاذيب!!
0 تعليقات