آخر الأخبار

مِمَّ نخاف

 





 

زهير مهدي

 

 

فليس في المسرح البابلي مفسدة لأبنائنا ان كُنا مُؤمنين.

 

 

حتى في زمن اضطهادنا في عباداتنا وشعائرنا لم يكن مهرجان بابل ولا حانات السعدون ولا ملاهي العرصات وأبو نواس مما يثير مخاوفنا.

 

لم تمنع حفلات الغناء العربي والعالمي في بابل شباب الثمانينات والتسعينات من التلذذ بصلوات الليل وأذكار أبي حمزة الثمالي ودعاء العهد.

 

في زمن الخوف، لم تصرف راقصات العري الفلكلوري في ليالي الخميس البابلية الحمراء أبنائنا عن الزحف إلى كربلاء والتهجد بدعاء كميل النخعي.

 

في بابل يتجمهر ألف أو ألفين من هواة الطرب وفي الوقت ذاته تزحف عشرات الألوف من القلوب الوالهة ليلا إلى كربلاء وسط إجراءات مشددة واعتقالات بالجملة وتغييب وترهيب.

 

إذن مالذي يشي به ذلك الخوف المعتوه اليوم.

 

لِمَ تخاف الشرائح المتزمتة دينيا من مهرجانات اللهو وحفلات افتتاح الملاعب التي من المفترض انها غير مؤثرة في مجتمع مُتشبع بالممارسات الدينية في ظل سيادة المنبر وحرية التعبد وكثرة القنوات الدينية واتساع رقعة تحفيظ القران ورواية الحديث.

 

بالنسبة لي ولكل مُتفحص واعٍ ان سبب خوفهم هو ذلك الشعور الكامن في الصدور ان (صبغة التدين المفروضة على المجتمع بالأساليب البغبغائية المُملة لا ولن تخلق إيمانا حقيقيا يُشكل مانعاً نفسياً من التأثر بما هو ادنى دون ما هو اسمى).

 

اتركوا بابل وأبو نواس والملاعب مُتنفساً لأهلها وركزوا على ال(family leaks) النضوح الأسرية.

 

القوا نظرة على ما في أيدي بناتكم وأبنائكم من ال (I-pad) و ال(I-phone) لتروا العُهر والتفسخ بعينه في المسلسلات التركية والخليجية والمصرية.

 

تفحصوا عدوى التفاهة والخواء التي يساهم ال (Tiktok) و ال(Instagram) بها في سلوك أبنائكم وبناتكم وابحثوا عن سبب انعزاليتهم وصمتهم والتغيرات التي تطرأ على مزاجهم.

 

لاتُفكروا بإخماد حرائق الامزون قبل ان تُجيدوا استخدام المطفأة المنزلية، فنيران التحلل والضياع باتت تزحف الى مضاجع أبنائكم و بناتكم من حيث لاتشعرون.

 

ليس في ديننا ولا في (مذهبنا المُنتظر لدولة العدل الالهي) ان تقوم دولة إسلامية في العراق قبل أوانها، ولا في دستور العراق ما يشير لذلك.

 

وكما ان للمجتمع المتدين في العراق الحق في ممارسة طقوسه الدينية ومراسيمه الروحية بكل حرية وبجموع مليونية فان لهواة الغناء والطرب الحق في ذلك أيضا ولا تبخسن شريحة فيه حق باقي الشرائح بنص الدستور الذي بأيديكم قد كُتب وحسب نظامٍ ديمقراطي انتم اخترتموه.

 

صلاتكم في بيوتكم أفضل وبدلا من ان تغلقوا الطرق في دروب أهل الطرب، افتحوا طُرق صدوركم لأبنائكم وبناتكم وغذوهم بالإيمان السلوكي بدلا من التدين الصوري الهش.

 

فالمؤمن مؤمن ولو عاش بين مواخير لاس ڤيكاس والمتدين بالتلقين خائف حتى لو كان في حضرة النبي ص.

 

 

إرسال تعليق

0 تعليقات