آخر الأخبار

ثقافة النيل

 


 

بهاء الصالحى

 

عند الحديث عن الثقافة باعتبارها بنية عليا تعبر عن مجموعة تفاعلات لبنى اقتصادية واجتماعية دنيا تمارس تفاعلاتها اليومية لتخلق لنا أشكال ثابتة فى التعبير يتفق العقل الجمعى للمجتمع عليها بداية من الطوطم والتابو إلى النسق الثقافى مع اعتبار التطور التاريخى لحركة المجتمعات وبالتالى يصبح العنصر البشرى فى الثقافة عنصر حاسم حيث يبذل الجهد الانسانى فى فهم حركة الطبيعة والربط الطبيعى بين شكل الكون وتفاعل مكوناته ومن هنا جاءت الأساطير فى حال غياب العلم القائم على السببية والمنطقية فى التعامل حتى جاء المنهج التجريبى لينظر للأشياء من داخلها وبالتالى يظهر مفهوم لقانون الخاص ومفهوم نقاط التماس كمقدمة طبيعية لمفهوم التفاعل والاندماج من اجل خلق مشترك مجتمعى يقوم محل الصراع بين القبائل المتصارعة والتى رغبت فى الحوار بعد تحقق صورة ذهنية مغايرة للأخر خاصة بعد ماتطورت وسائل الاتصال وغريزة البقاء وتباين مستويات القوة لدى البعض بحكم امتلاكهم لأدوات قوة مغايرة،

 

وبالتالى تصبح المحصلة فى القيم التاسيسة للثقافة توافقية قائمة على فعل البشر وهنا تصبح المعضلة فى النصوص المقدسة ، والعلاقة بالمنظومة القيمية المتكاملة التى وردت بالنص وهنا يطرح الله جل فى علاه مفهوما انسانيا للدين من خلال المقولة الخالدة (لا يكلف الله نفسا الا وسعها ) وهو مقياس شديد النسبية أرباح كثيرون فهموا الدين بذلك المنظور الراقى ومن هنا يصبح الدين فى احدى تطبيقاته رؤية بشرية من خلال مفهوم الاجتهاد.

 

عودة إلى موضوعنا الأثير وهو ثقافة النيل بمعنى ما هى المفردات اللغوية والفكرية التى أضافها النيل لعقل الإنسان المصرى وهنا نحن بصدد عدة أسئلة

 

١- ما هى مجموعة التغيرات الهيكلية التى أجراها النيل ككائن حى على شكل العلاقات الاجتماعية والبناء الاقتصادي للمجتمع .

 

٢- التغيرات الكمية التى أدت لتغيرات كيفية وأكسبت ذلك الواقع مجموعة من القيم الجديدة على الواقع الذي جاء النيل طارئ عليه .

 

٣- المقارنة بين شكل المجتمع قبل وبعد النيل على مستوى الاقتصاد ونتائجه من حيث نمط الإنتاج وشكل الملكية .

 

٤- التهديدات الوجودية حال غياب النيل وما يترتب عليه .

 

قد يبدو للبعض تلك أسئلة ساذجة بحكم استقرار الأوضاع تاريخيا على سبيل الهبة ولكننا بصدد ما هى ملامح التاريخ المصرى قبل النيل وهو مجال بحث العالم بترى وهو اتجاه لم يتم تأصيله بحكم زخم اكتشافات عصور الأسرات وبالتالى ضاع علينا مبحثا هاما فى الانثروبولوجى التاريخى وتحديد الشعوب الأولى التى عاشت على ضفاف المتوسط والتى عمرت الوادى وهذا الأمر يتم وفق منظور التحدى والاستجابة ..

 

 

يتبع

 

إرسال تعليق

0 تعليقات