آخر الأخبار

سمعنى "أغدا ألقاك"!!

 


 

نصر القفاص

 

 

...............اعتبروها "هلفطة"!!

 

المسافة بين غناء "أم كلثوم" لرائعتها "أنت عمري" ورائعة "أغدا ألقاك" هى نفسها المسافة بين الأمل والإحباط.. بين زمن كان "الشعب المصرى الشقيق" يحلق خلاله فى سماء "العزة والكرامة" وأوهام "الرخا والرفاهية" التى بشرنا بها "أنور السادات" ثم أصبحت "من أجلك أنت" فى "زمن مبارك" وصولا إلى "حياة كريمة" التى ينشدها "عبد الفتاح السيسى"!!

 

أطلقت الصحافة على أغنية "أنت عمري" وصف "لقاء السحاب" باعتبارها كانت اللقاء الأول بينها وبين "محمد عبد الوهاب" عام 1964.. والمدهش أنها غنت "أغدا ألقاك" عام 1971.. وبين التاريخين انكسر الجسر الرابط بين فكرين ورؤيتين.. بين سياسة تعتز بالوطن, وسياسة ترى أن 99% من أوراق اللعبة فى "إيد أمريكا" وجرت فى النهر مياة كثيرة.. حتى جاء "سد النهضة" الذى يستهدف تجفيف النهر!!

 

عشت هذا الزمن بطوله وعرضه.. اجتهدت – ومازلت – لأفهم قسوة الضربات التى تعرض لها وطن وشعب.. أخشى أننى بدأت أفهم.. وأخشى أنني أصبحت أفضل "أغدا ألقاك" على "أنت عمري" التى فتحت عيني وأذني وعقلي على كلماتها ونغماتها!!

 

 فقد كنت طفلا تبهره حالة كل من حوله يسمعون وتطربهم "أنت عمري".. فكنت أرقص لأن الجميع يعبر عن سعادته بأشكال مدهشة.. وكنت على أعتاب الشباب حين سمعت "أغدا ألقاك" وبلغت الشيخوخة لأجدنى أفكر فى المعنى لكلا الأغنيتين.. كل منهما تم إبداعه فى زمنين.. وكل منهما يعبر عن حالة الإبداع, ويكشف أزمة المثقفين فى مصر.. ولا أبالغ إذا قلت فى العالم العربى.. وعشت متابعا الرفض لفنان شعبى اسمه "أحمد عدوية" قاومه هؤلاء المثقفين.. ورحبوا بمن أطلقوا عليه "شعبولا" ثم رحنا إلى زمن "بيكا" و"شاكوش" ونجم النجوم الذى تحلو له الجرائم الأخلاقية فى الفضاء.. يقتل طيارا كمدا فى طائرة.. ويحول المضيفة إلى راقصة فى طائرة!!

 

إذا اشتبك أراجوز" مع "أراجوز" فى "خناقة" سنضحك.. لكننا نضبط أنفسنا متلبسن بالبكاء والهم والنكد.. لأن الهارب من التجنيد يغنى فى احتفالات انتصار أكتوبر..

 

ثم يصبح "بيكا" نجم الاحتفالات.. ويشغلنا "سيرك الجونة" السينمائى بصورة مفزعة.. بعد أن أصبحت 99% من أوراق اللعبة فى إيد أمريكا حقا وقولا.. بتمكين رجال أمريكا.. ويموت المبدع "ياسر بدوى" فى صمت كما مات "لينين الرملى" و"وحيد حامد" فى ظل تولى وزيرة ثقافة تطلب من رجل مال تنظيم "مهرجان للموسيقى" دون خجل!!

 

 لأجد المسافة بين "إنت عمرى" وتلك اللحظة كابوسا يجعلنى أهرب وأسمع "أغدا ألقاك"!!

 

إرسال تعليق

0 تعليقات