_(بيرم التونسى...يحكى)_______

حامد حبيب_ مصر

[ يتقاضى خمسة جنيهات عن كتابة الأغنية وكامل الشناوى يحذّرها من غناء " الآهات" ]

* قرأتُ ثلاثين ألف بيتٍ من الشعر من مختلَف عصور الأدب، قبل أن أكتب أروع أزجالى.

* قرأتُ مايعادل ثلاثين مُعلّقة من الشعر،قبل أن أكتب أزجالى ، وأصل روح الهجاء فى أشعارى بسبب تأثُّرى ب ( ابن الرومى ) وأزجال (محمد توفيق) صاحب جريدة (حمارة منيتى) التى كانت

تصدر سنة ١٩١٢م ، وكان الخديو (عباس حلمى) قد استأجره ليشتم الشيخ (محمد عبده) ، وكان أسلوبه يضحّك طوب الأرض.

* إن لى عقلَين ...عقلاً أؤلّف به ، وعقلاً أمارس به تصرُّفاتى السلوكية ..فقد أكتب الزجل وأنا أتشعلق على سلّم الترام ، أو ..وأنا عند الحلّاق، أو طالع على سلّم الإذاعة، وأصعب أنواع الأغانى عندى، هى أغانى المناسبات، مثل تهانى الحُجّاج، وابتهالات رمضان ، وزفّة العروسة، واحتفالات شم النسيم، لأن معانيها مُستهلَكة ، ومجال التجديد فيها محدود.

وكنت أكتب أغانى المناسبات للإذاعة مقابل عشرة جنيهات.

__________

* يحكى عن موقف يتذكره تماماً مع أم كلثوم ، وهو أن (أم كلثوم) أصرّت ذات يوم أن تذهب معه إلى بيته، للتعرُّف على زوجته، التى كان يقول عنها للستّ أنها لا تكره شيئاً فى حياتها قدر كرهها للشِّعر، فهى دائماً تلومه على مهنته تلك ، التى لم تحصد منها غير الفقر، فما إن وصلت أم كلثوم إلى شارع السدّ البرّانى، حيث أسكن ، حتى تعرّف عليها الناس والتفّوا حولها مندفعين نحو سيارتها، فاضطُرَّت أن تأمر السائق بالعودة إلى بيتها وهى تقول لى: "ده

مقلَب تشرّبهولى يابيرم..أنت عايز الناس تقطّعنى زى مامراتك بتقطّع أشعارك وتمسح بيها القزاز".

* وعندما عادت من رحلة العلاج بأمريكا، استقبلتُها بقولى :

يامرفّهة عن جميع الناس وتاعبانى

وف حارة السدّ والسيّدة فاضحانى

........

* كنتُ أداعبها وتداعبنى بقولها:

" إنت وصلت يافالح"

* كنت أتقاضى منها خمسة جنيهات على الأغنية ..

ولما رفعت أجرها من خمسين إلى مائتى جنيه فى الأغنية، رفعت أجرى من خمسة إلى عشرين جنيهاً فى أغنية"شمس الأصيل".

*بعد أن كتبت أغنية " الآهات" ، عرضتها أم كلثوم على( كامل الشناوى)، فحذّرها من غنائها ، لأنها ستجعلها فى نظر الناس"ندّابة" ، وكِدتُ أشُد فى شَعرى ، وخاصّةً وهى تروى لى رأى الكثير من الشعراء والنُّقّاد فيها ، ويحذّرونها من غنائها، فلم يكن أمام إلًا أن أستغيث ب(زكريا أحمد) الذى أبدى حماسَه لتلحينِها ، وتنبّأ بأنها ستكون أغنية الموسم، وبالفعل نجحت نجاح باهر.

_________________

بيرم التونسى شاعر الغلابة...يحكى"٣"