عز الدين البغدادي
رغم أني اعتقد بأن الأحلام والرؤى لا تثبت شيئا من الناحية
الشرعية، إلا أنها تعطي للإنسان أحيانا إشارات ذاتية قد تكون ايجابية أو سلبية،
وكنت كلما شعرت بتعب أو يأس أجد شيئا من هذه الأمور تعرض لي فتدفعني نحو الصبر
والتحمل رغم كثرة العوارض. من ذلك أني في السنوات الأولى في دراستي الحوزوية حينما
كنت أجد واشتغل على مشروع التأليف في مسائل كنت أجدها تتعلق بالوعي الديني ومسألة الإصلاح
التي كنت مهتما بها منذ وقت مبكر جدا. كان عملي في جو من الخصوصية، وكنت استغل
وجودي في غرفتي الصغيرة للكتابة، وأحاول أن لا أسمح للعلاقات الاجتماعية أن تأخذ
مني كثيرا بما يشغلني عن دراستي من جهة والكتابة من جهة أخرى.
كنت سلمت توا للطباعة أول كتاب لي وهو "القصر المنيف في علم
التصريف" وهو كتاب واسع في علم الصرف يقع في طبعته الأولى في 400 صفحة، وهو
من أهم وأصعب علوم العربية. لم يكن أحد يعلم بالمشروع الذي اشتغل عليه، وكنت أقيم
في مدرسة الآخوند الوسطى، وكانت المدرسة خالية تقريبا كالعادة في يوم الخميس لم
يكن فيها إلا الحارس وأحد الطلبة من أهالي سوق الشيوخ، رأيته فجاءني مسلما علي،
وقال لي: شيخ، عندي لك بشرى‼ قلت له: خيرا ان شاء الله، فقال لي: رأيت في المنام
رؤيا جميلة وكأنك ألفت كتبا كثيرة، وقد طبعت بشكل جميل وكنت انظر الى اسمك على
الكتب (رغم أنه لم يكن أحد من الطلبة يعرف بذلك) ، ثم قال لي: والأهم أن أجواء
الرؤيا فيها شعور أن أهل البيت راضون عنك وبما تكتب، فرحت وقلت له: خيرا ان شاء الله،
جعلها الله من المبشرات‼ وأهديته لاحقا النسخة الأولى من أول كتاب طبع لي.
مضت السنوات، وبفضله تعالى بلغ عدد الكتب التي كتبتها بفضله تعالى
أكثر من ثلاثين كتابا، طبع منها 26 كتابا، ولله الحمد والمنة.
0 تعليقات