آخر الأخبار

عندما تطرد الأوطان أبناءها

 

 



عز الدين البغدادي

 

 

منذ 2003 وما بعدها ظهرت في العراق ثلاث نظريات في الأعمار والإنسان، النظرية الكردية والنظرية السنية والنظرية الشيعية، النظرية الكردية اهتمت بشكل مبكر بكثير من الخدمات من قبيل البناء وتنظيم المدن وتبليط الشوارع فأنشأت مدنا جميلة ونجحت في إرساء النظام بشكل واضح. أما النظرية السنية التي أخذت صيغتها النهائية بعد أرباك طويل على يد الزعيم الكبير أبو ريكان كما يسميه جماعته فقد اختزلت الإدارة بموضوع التبليط الذي تفتخر به كثيرا ولا تتجاوزه. وهاتان النظريتان كان هدفهما او نتيجتهما تخدير الإنسان لأن ما يحتاجه الإنسان هو أكثر من ذلك بكثير، فقد فشلتا في بناء منظومة اقتصادية كاملة او بتعبير ادق دورة اقتصادية كاملة، فقد بقي النموذجان لا سيما الكردي يعيش تماما على بغداد بحيث ان أي قطع او تأخر لأموال الموازنة من بغداد يوقف الحياة تماما، ونفس الشيء للنسبة للحلبوسي الذي يحاول ان يكون القائد الملهم الجديد رغم انه لا يمتلك من المؤهلات أي شيء سوى القدرة على الكذب والمناورة وتكوين منظومة فاسدة من الأتباع، طبعا إضافة الى التبليط.

 

ولكي لا يظن احد بأننا نتحيز للنظرية الشيعية فإننا نقول بأن هذه النظرية تعتقد بأن المؤمن لا ينبغي عليه ان ينشغل بمتاع الحياة الدنيا بما فيها الشوارع المبلطة أو المدارس النظامية او المستشفيات الحديثة وان على الشيعي الموالي ان يحافظ فقط على ولائه لأهل البيت ويتفاعل مع زياراتهم ومناسباتهم، وهذه ليس نظرية دينية بل هي نظريتهم السياسية والإدارية. كما ان هذه النظرية ترى بأن الشخصية الشيعية المؤمنة تتجلى وتتبلور وتنضج في أيام المعارك، لذا فهم يبحثون عن أي مناسبة أو حدث ليثبتوا بأنهم مشاريع شهادة وحسب.

 

العشرات وربما المئات من أبناء وطننا من العوائل الكردية من رجال ونساء وأطفال عالقون على الحدود بين بيلا روسيا وبولندا في وضع صعب جدا في الشتاء القارس أمام صمت تام من الحكومتين المركزية والمحلية؛ ربما يعي الساسة الكرد ان البناء ليس بناء مولات أو مستشفيات استثمارية فقط، فالإنسان هو الأهم وهو الهدف…. كما يفترض

 

 

إرسال تعليق

0 تعليقات