مالك الاشتر
في أقصى شمال مصر ملاصقة لمدينة بوتو التاريخية ذات ال 4000 آلاف
عام تقع مدينة دسوق الجميلة «عروس النيل» المهيبة..
وعلى ضفاف نيلها استوطن أحد أحفاد الإمام علي الهادي عليه السلام
فامتزج ريح البيت النبوي بريحها النيلي المتجذر في التاريخ ..
وفي هذه الأجواء ولد السيد إبراهيم بن السيد عبد العزيز عام
عاصر السيد إبراهيم سادة آخرين من رموز وأنوار وأقطاب السادة في
مصر فقد عاصر كل من السيد أحمد البدوي والسيد أبو الحسن الشاذلي ..
أما والدته فهي السيدة فاطمة بنت الواسطي خليفة الرفاعي الكبير
ورسوله إلى أهل مصر ..
ما إن بلغ السيد إبراهيم الثالثة والعشرين حتى ذاع صيته في البلدان
وبلغت سيرته مسامع الظاهر بيبرس، فعرض عليه السلطان تولي منصب شيخ الإسلام وهو
أعلى منصب ديني علمي في البلاد آنذاك حيث لم يكن قد ظهر مسمى «شيخ الأزهر» بعد ..
والعجيب أنه بمجرد وفاة الظاهر بيبرس اعتذر السيد عن الاستمرار في
منصبه وكأنه يعلم جيدا ما ستمر عليه البلاد من فتن وصراعات على السلطة بداية من
عزل السعيد ابن بيبرس وتولية سلاميش حتي عزله هو الآخر ونفيه لسلسلة الدماء التي
تبعته، فنأى بنفسه عنها وتفرغ لطلابه ومريديه..
وبالفعل حدث ما توقعه السيد من صدام مع السلطان الأشرف خليل بن
قلاوون الذي انتهج سياسية بعيدة عن سيرة بيبرس من فرض الضرائب على الناس والتضييق
عليهم في معيشتهم تحت مبرر الحرب مع الفرنجة، وورد في بعض المصادر أنه قد تمت عدة
محاولات لاغتيال السيد أكثر من مرة وبائت بالفشل ..
ويروي بعض المؤرخين أنه في نهاية الأمر سافر السلطان خليل إلى دسوق
لمقابلة السيد إبراهيم بنفسه والتودد إليه لتخفيف حدة غضبه .. فطلب السيد من
السلطان أن يوقف نصف جزيرة الرحمانية للفقراء ويتركها دون خراج أو ضرائب، فوافق
السلطان، فبشره السيد بالنصر على الفرنجة في معركة عكا وبالفعل انتصر الجيش المصري
وقتها ..
وتوفي رضوان الله عليه سنة
0 تعليقات