عز الدين البغدادي
ارتفاع كبير وخطير في أسعار المواد الغذائية، وخصوصا في الطحين حيث
وصل كيس الطحين اليوم الى 52 ألف دينار، دون ان تقوم الحكومة بخطوات لدعم الخبز
كما تفعل كثير من الدول ودون ان تبين الأسباب الفعلية لهذا الارتفاع. ما يعقد
المشكلة هو ان الطحين الذي يوزع في الحصة الغذائية من نوعية رديئة سيالة لا تصلح
للخبز، مما يدفع المواطن لشراء الطحين التركي والإيراني بأسعار باهظة.
نحن نعيش نتائج غياب سياسية زراعية او مائية، فمنذ 19 سنة لم تنفذ
أي إجراءات عملية لتطوير بل حماية القطاع الزراعية، فضلا عن تخلف خطير في مجال
إدارة الثروة المائية وضغوط خطيرة في هذا المجال من إيران وتركيا. أما فساد وزارة
الزراعة والجهات والشخصيات التي تسيطر عليها فحدث ولا حرج، كل ذلك حول العراق من
دولة مشهورة بتصدير القمح، إلى أخرى غير قادرة على إنتاج نصف حاجته السُكانية.
المشكلة لم تقف عند هذا الحد، فهناك ارتفاع كبير جدا في أسعار
العلف الحيواني جعل كثيرا من مربي الأغنام والأبقار يشكون من عدم قدرتهم على شراء
الطعام بعد ان وصل سعر الطن الواحد من النخالة الى 600 ألف دينار".، مع
ارتفاع هائل في أسعار الأسمدة في السوق بعد ان تخلت وزارة الزراعة عن توزيعه
بأسعار مدعومة وهو ما جعل قيام الفلاح بالزراعة في هذا الموسم مغامرة خاسرة قطعا.
واذا اضفنا الى ذلك الانخفاض الخطير في مناسيب المياه في معظم المحافظات في الوسط
والجنوب، يمكن ان تتصور كيف سيكون الوضع خلال الأشهر القليلة الماضية.
0 تعليقات