آخر الأخبار

هيا لنحرق كتب التراث‼

 

 


عز الدين البغدادي

 

 

مشكلة التراث والمعاصرة مشكلة قديمة حديثة، طرحت فيها أفكار كثيرة، لكن من اعجب ما طرح وما يتردد كثيرا في هذه السنوات عند ناقدي التراث تلك التي تقول بأن علينا أن نحرق كتب التراث وخصوصا الحديث، وان علينا ان نتخلص منها.

 

لكن كيف يمكن أن نتخلص من كتب التراث بأسلوب الحرق؟ هل هناك نسخة واحدة مثلا نحرقها ونتخلص منها؟ وهل ستنتهي المشكلة بذلك؟ ثم في القرآن أيضا جلد وقطع السارق وآيات الجهاد والجزية ونحوها، فكيف نتعامل مع النص القرآني؟ إن التراث ليس كتاب البخاري أو الكليني، بل منظومة ترتبط بالوعي العام والجغرافية والتاريخ، نحن بحاجة الى ممارسة النقد فعلا، وأنا ممن يدعون لذلك بل مارسته فعلا وواقعا ولا زلت، إشكالات التراث لا تحل بالأفكار الساذجة والمراهقة، مع العلم ان هذا الطرح لم يقع فيه شباب مندفع وقع بين بؤس الواقع عندنا من جهة والتقدم الموجود في الغرب من جهة أخرى، بل كثير من الأسماء الكبيرة ممن يعتبرون أنفسهم مثقفين ولهم حضوري إعلامي يمارسون نفس الأسلوب، لكنهم كثير منهم واقعا غير ناضجين نفسيا ومعرفيا.

 

ما نحتاجه ليس حرق كتب التراث، بل تطوير طريقة تفكيرنا وإنضاجها، ومراجعة أخطاء المنهج المتبع في دراسة النصوص وملاحظة الجانب التاريخي للنص أو الفتوى ـ وأذكر دعاة حرق التراث أن دعوتهم لا تختلف عن حرق كتب ابن رشد التي لا زال التنويريون ينتقدونها بشدة.

 

 

إرسال تعليق

0 تعليقات