علي الأصولي
لا مرجعية معرفية إلا مرجعية القرآن الكريم ولا معرفة حقيقية
للقرآن الكريم إلا بفهم محكماته دون متشابهاته.
ومن هنا كانت المرجعية الحصرية للمعرفة الحقة بيد أهل العصمة
(عليهم السلام). وما خلاهم فهي اجتهادات بشرية وقراءات عهدتها على مدعيها.
بالتالي: لا تأويل إلا ما أؤله المعصوم (عليه السلام). وما دونه فصحته مشروط
بموافقته لبيانات المعصوم (عليه السلام).
اتخذ عموم أهل الباطن باختلاف مشاربهم ومذاقاتهم ومدارسهم من
متصوفة وعرفاء ، اتخذوا المنهج التأويلي للنص القرآني بحيث ان التأويل عندهم هو
الفصل المقوم لعامة مسالكهم. وعلى ضوء هذا المسلك التأويلي نحتوا مساحات لغوية اصطلاحية
خاصة بينهم. مستمدة من تجاربهم الروحية والإرهاصات الجذبية لبيان مراداتهم
الباطنية.
وهذا المجال اللغوي تشكل بعدة أشكال منها نصوص حكمية فلسفية ومنها
أشعار ومنها النثر الأدبي ودونك مدوناتهم.
ولما كانت تجاربهم لا تخضع لسقف وفضاء محدود وجدناهم قد فارفوا
مناهج الفلسفة تارة والكلام تارة أخرى. وتقاطعت أفكارهم مع الفقه وأدبياته.
فقد كسروا الدوائر المحرمة بإنشاء مدونات ذوقية في محاولة وتأسيس
فلسفتهم تجاه الإنسان والله والكون بناء على تجاربهم وتجارب مشايخ طرقهم. وبالغوا باجتهاداتهم
أكثر مما اجتهد فقهاء الدين في الشرعيات. ولم يلتزم أرباب المسالك مبدأ التوقيفيات
في الشريعة. حتى تجد ان بعض مخرجات أفكارهم للهرطقة اقرب منها للعلمية.
ويكفيك ان تسمع بأن أسماء الله الحسنى والتي عرفنا ان بعضها أوسع
دائرة من البعض الآخر بشكل إعلائي. يصطلح عليها في بعض عبائرهم تناكح الأسماء!
نعم: الاندفاع الخطابي وعدم الضبط المنهجي ومفارقة بيان المعصوم
(عليه السلام). جعل الكثير منهم في مرمى سهام الفقهاء إلا من كتم ما علم وفهم.
والى الله تصير الأمور ..
0 تعليقات