آخر الأخبار

قراءة الناس في عرض قراءة المعصوم ..

 


 

 

علي الأصولي

 

 

قلنا في أبحاث سابقة أن القراءة الرسمية والشرعية هي واحدة وما عداها من قراءات فهي باطلة بالتالي ولا تتصف بالحجية. والقراءة المعصومية هي مفتاح فهم القرآن الكريم وأسراره وخزائنه.

 

بعبارة أخرى: ان للقرآن الكريم وفهم القرآن الكريم يتم عبر نظام خاص وهذا النظام لا وجود له إلا عند أهل القرآن.

 

وقد مرت الإشارات تلو الإشارات وهذا النظام الذي عبرنا عنه بالقراءة المعصومية حصرا ..لأن القرآن الكريم أشار بشكل واضح كونه من عند الله تعالى. لا من عند أحد غيره قارئا كان أو غيره.

 

وقد عرفت أن القراء بقضهم وقضيضهم لم يأخذوا قراءتهم من النبي (صلى اللّه عليه وآله). وهذا ما ثبت في التاريخ. وعليه كانت قراءاتهم هي اجتهادات لا نص فيها تماما. بالتالي: دعوى الأخذ - أخذ - القراءة من النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلم). باطلة بالضرورة. وشهرة القراءة والقراء لا تتكفل لإثبات المستند وعوى الأخذ من المعصوم (عليه الصلاة والسلام).

 

ولو تأملنا قليلا لفهم ما نريد إثباته في المقام فمثلا قوله تعالى (إن علينا جمعه وقرآنه * فإذا قرآناه فأتبع قرآنه * ثم إن علينا بيانه) كافية برد الادعاءات التي سمعناها مرارا وتكرارا.

 

فلاحظ: إن قراءة القرآن الكريم من شؤون المتكلم لا من شؤون السامع والمتلقي. كما إن بيانه - بيان القرآن الكريم - من شؤون ووظائف النبي (صلى الله عليه وآله). وليس لأحد التعدي وهذه الوظيفة إلا بإجازة معصومية. وما دون الإجازة فهو تفسير بالرأي وصاحبه مأثوم وإن أصاب على ما عبرت الروايات.

 

بالتالي: فإذا قرآناه - يعني هناك قراءة واحدة صادرة من جهة نبوية معصومية. وهذا يعني ما شهدناه ونشهده من اختلاف القراءات فهي من قبل القراء والرواة.

 

ويمكن الاستشهاد بمثال تطبيقي صالح في المقام وهو قوله تعالى (أقتلت نفسا زكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا). الكهف ٧٤/ والملاحظ إن لفظ زكي صفة معناها الطاهر المبرأ من الذنوب نحو قوله تعالى (قال إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا) مريم ١٩/

 

وعليه: فالإنكار الموسوي على العبد الصالح ودعوى الزكاة - زكاة الغلام - المقتول بيد العبد الصالح غير مناسبة لمقام موسى (عليه السلام).

 

ولا يقال: ان الغلام قتل قبل التكليف إذن: هو زكي.

 

فإنه يقال: إن دعوى كون الغلام دون سن التكليف أول الكلام. بالتالي: هذه الدعوى تقبل بشرط إثبات لفظ الغلام يطلق على الطفل خاصة.

 

وكيف كان: لفظ (زكية) بحسب الرسم القرآني خلاف جملة من القراءات التي لفظة هذه المفردة بلفظ (زاكية). بمعنى نامية. كونها مأخوذة من لفظ الزكاة وهو النماء. ولذا كان موسى (عليه السلام) كما في النص القرآني ليس بمعترض على أصل القتل - كون المقتول فوق سن البلوغ - وهو في حالة نمو وتكامل جسماني ولذا قال موسى (عليه السلام). (لقد جئت شيئا نكرا). والنكر هو الأمر المجهول الذي لا نعرف حقيقته. ومن فهم لفظ (نكرا) بمعنى العمل القبيح فقد جانب الصواب كثيرا .. كيف وللقرآن الكريم استعمالات دلالية وهذه اللفظة وكون (نكرا) بمعنى مجهول الحقيقة. وهذا ما نبه اليه المرحوم عالم سبيط النيلي.

 

ويمكن تقريب مجهولية الحقيقة بمفاد قوله تعالى( فلما راء أيديهم لا تصل إليه نكرهم) هود ٧٠/ وقوله (سلام قوم منكرون) الذاريات ٢٥/ وقوله (فلما جاء إل لوط المرسلون* قال إنكم قوم منكرون). الحجر ٦١ - ٦٢ –

 

بالتالي: هناك فرق بين صبي وفتى وغلام .. وأصل مادة - ص ب ا - في اللغة: صغر السن. والصبي يطلق على الطفل منذ ولادته الى ان يفطم. وأصل مادة - غ لا م - في اللغة: اهتياج الشهوة. ومنه الغلام للولد الذي نبت شاربه. لأنه حينئذ ينزع الى شهوة النكاح. وأصل مادة - ف ت ى - في اللغة: الشباب وحداثة السن.

 

وما يهمنا هو لفظ الغلام: الذي يطلق على الشاب حين بلوغ سن النكاح. راجع - مقايس اللغة - وغيره -

 

 

إرسال تعليق

0 تعليقات