علي الأصولي
نص صريح القرآن الكريم كما في سورة النحل آية (٦٤). على أن إنزال
الكتاب الذي هو القرآن الكريم هو لتبيان ما اختلف فيه. (وما أنزلنا عليك الكتاب
إلا لتبين لهم ما اختلفوا فيه).
فهم صاحب النظرية القصدية كما في كتابه - النظام القرآني - على أن
أصل الكتاب أمان من الاختلاف. وحدوث الاختلاف في نفس الأمان جريمة منكرة.
بيد أن هذا الفهم فيه ملاحظة: وهي أن أصل الكتاب جزء علة لإزالة الاختلاف
لا العلة التامة لإزالة الاختلاف.
لأن الاختلاف فرع التأويل والتفسير على أن الجاهل لا يمكن له إبداء
رأيه في الدين تفسيرا وتأويلا فهو أي الجاهل إما ان يشاغب أو يتمرد. بينما العالم
يؤول ويتفلسف. ولهذا حذر القرآن حقيقة مهمة مفادها (ولا تكونوا كالذين تفرقوا
واختلفوا من بعد ما جاءهم من البينات) آل عمران ١٠٥ - وفي آيات آخر ذكرت (فما
اختلفوا فيه إلا من بعد ما جاءهم العلم). الجاثية ١٧ - وغيرها من الآيات التي وظفت
مفردة العلم ومجيئه تارة والبينات تارة أخرى. والتي عللت الاختلاف - التفسيري
والتاؤيلي - بسبب العلم والبينات. بيد أن العلم والبينات ليس سببا برأسه منتج للاختلاف
بل بتوظيفاته الخاضعة للأهواء النفسية.
بالتالي: لا اختلاف نتيجة الجهل أو عدم العلم والإبهام. بل الاختلاف
كان وما زال بعد حصول المعرفة. وبالنتيجة الاختلاف مفضي للشقاق (وإن الذين اختلفوا
في الكتاب لفي شقاق بعيد). البقرة ١٧٦ -
ولا يمكن رفع الاختلاف بالتمسك بالقرآن الكريم وحده وكما ترى (
اختلفوا فيه). ولهذا حرص الله عز وجل على أن يجعل نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم).
ان يكون قائما على الكتاب وفوض رسول الله(صلى الله عليه وآله) أهل بيته أئمة
الدين(عليهم السلام). فوض لهم القيمومة على الكتاب لإزالة اللبس والاختلاف
والتوهمات والاشتباهات والتوظيفات السيئة لنصوص القرآن الكريم المدون. وبالتالي لا
عالم بلا معلوم ومعلوم الله آله (عليهم الصلاة والسلام). ولا مزيد ..
0 تعليقات