آدم حاج موسى
● شعب تقراي شعب إثيوبي عريق يعتز بأثيوبيته ويكافح في سبيل رفعتها
وعزتها رغم البلاوي والمحن والإحن التى تعرض لها قديماَ وحديثاَ وقد أثبتت تجربة
حكمهم لإثيوبيا طوال ال ٢٧ عاما الماضية استقرت خلالها إثيوبيا سياسياَ واقتصادياَ
واجتماعياَ بمستويات متفاوتة محلياَ وعالمياَ، واليوم كالبارحة فإن الجبهة الشعبية
لتحرير تقراي اثبتت مرة أخرى وبكل جدارة انها أيقونة ورمانة الشعوب الإثيوبية
لإحلال السلام والاستقرار فقد أعلنت أمس الأول عن تحالف إثيوبي جديد مكون من ٩
تنظيمات اثيوبية تشمل كل الولايات الإثيوبية ما عدا ولاية الأمهرا المتحالفة مع
عصابة افورقى الأقازيانية ليتولى التحالف حكم البلاد في الفترة المقبلة تحت مسمى
" الجبهة المتحدة للقوى الفدرالية الإثيوبية " .
هل شعب التقراي عدواَ للشعب الاريتري؟
● شعب تقراي ليس عدواَ اليوم وغداَ كما يتوهم البعض تبعاَ لممالأة
رغبة الديناصورالمعربد في دولة اريتريا لمقابل مادي او منفعة تعود الى عشيرة أو
جاه زائل مذموم ، وتبقى حقيقة ان شعب تقراي جار وصديق للشعب الاريتري بالأمس
واليوم وغداَ، بالأمس كان صديقاَ ونصيراَ لقضايا الشعب الاريتري قبل التحرير وبعده
حيث :
• دعم استقلال اريتريا دون قيد او شرط بل ودفع شعب تقراي ثمناَ
غالياَ في سبيل مواقفه الداعمة للقضية الاريترية .
• آوى عشرات الآلاف من اللاجئين الاريتريين في المدن والمعسكرات
عزيزين مكرمين بعد أن اذلتهم عصابة افورقى فمنهم من شق طريقه للهجرة إلى بلد ثالث
عبر مفوضية الأمم المتحدة للاجئين ومنهم من استقر وبعد اجتياح إقليم تقراي تم قتل
وخطف كل أولئك اللاجئين وعادت بهم عصابة افورقى إلى اريتريا قسراَ ليصبحوا وقودا
لحرب عبثية لا ناقة لهم فيها ولا جمل تقودها العصابة بالوكالة عن قوى إقليمية
ودولية لتفكيك دول القرن الأفريقي .
• منح التقراي آلاف الطلاب الاريتريين فرصة للدراسة في المرحلتين
الثانوية والجامعية مجانا.
• آوى التقراي ودعم فصائل المعارضة الاريترية على "علاتها
" وهيئ لها أسباب الوجود والانطلاق لطرح قضاياها الوطنية، وللحقيقة والتاريخ
لم تكن العلة الا في تلك الفصائل ونستطيع ذكر تلك " العلل" ومصير ومآلات
تلك الفصائل تمليكاَ للحقائق وبالتفصيل الممل ان طلب منا ذلك القارئ الكريم .
● التقراي قبل اتفاقهم مع عصابة افورقى الأقازيانية كانوا حلفاء
لجبهة تحرير اريتريا التى كانت تعاني حينها من أزمات متعددة في قيادتها ووسط
كوادرها لأسباب تفشي القبلية والجهوية والحزبية بشكل مزمن وعدم وضوح خطها السياسي
والتنظيمي وبالتالي منعت قيادة جبهة تحرير إريتريا للتقراي من استخدام خط كسلا -
تسني- قلوج لإدخال احتياجاتها اللوجستية القادمة من الخارج عبر ميناء بورتسودان
وهذا أمر يرجع تقديره إلى طريقة تفكير قيادة جبهة تحرير والدوافع التى جعلتها تتخذ
قرار معادات جبهة تقراي والتي كانت تقاتل في ذات الوقت نظام منقستو هيلي ماريام ،
وعندما وقع التقراي اتفاق عام ٧٨ مع الجبهة الشعبية التى اغتنمت الفرصة شنت جبهة تحرير
اريتريا هجوما عسكريا على معاقل الجبهة الشعبية لتحرير تقراي في جبل قمهلو مثلما
فعلت ذلك جبهة تحرير من قبل عندما اعلنت تصفية قوات التحرير الشعبية عام ١٩٧١
مشعلة حرباَ أهلية بل ونقلت حربها تلك بين مكونات جماهير الشعب الاريتري وتصنيفها
قبليا وجهويا وعلى تلك الخلفيات عملت على حرمان أبناء الشعب الاريتري من المنح
الدراسية والامتيازات الأخرى الممنوحة للإريتريين في الدول الداعمة لجبهة تحرير
اريتريا مما أدى إلى انشقاقات في صفوفها وتلاشي واضمحلال جبهة تحرير اريتريا
واختفائها من الساحة الاريترية تنظيميا وسياسيا ولم تختفي آثارها السالبة لدى بعض
الأفراد هنا وهناك وتحديدا من منسوبي تلك الجماعات المختلفة التى انشقت عنها وكونت
تنظيمات أخرى متنقلة بين كل يوم وضحاها من تنظيم إلى تنظيم ومن جماعة إلى أخرى
فرادى وجماعات ولا يزال الحبل على القارب .
● وقعت مجموعة اسياس افورقى باسم الجبهة الشعبية لتحرير اريتريا
اتفاقا مع الجبهة الشعبية لتحرير تقراي كونها حركة مطلبية اثيوبية عام ١٩٧٨ بواسطة
المخابرات المركزية الأمريكية بهدف العمل المشترك لإسقاط نظام منقستو الشيوعي
وإيقاف المد الشيوعي في منطقة القرن الأفريقي وقد استفادت مجموعة اسياس من تحالفها
مع " التقراي " فى كافة المجالات العسكرية والسياسية والاقتصادية وحققت
مكاسب على المستوى الداخلي في تركيبة التنظيم والانفراد بالساحة الاريترية، وعلى
المستوى الخارجي في الحصول على دعم الولايات المتحدة ومنظماتها المتخصصة وهيئات
الكنائس العالمية في كل من امريكا و اروبا وتحديدا دول اسكندنافيا وألمانيا.
● بعد أن اصبحت عصابة افورقى وكيلا اقليمياَ لتنفيذ أجندة قوى
إقليمية ودولية بقيادة حروب عبثية لإسقاط وتفكيك دول القرن الأفريقي وبدأت عصابة
افورقى خطوات جادة في استضافة وتدريب وتسليح المعارضة السودانية لإسقاط السودان
كدولة وكيان رفضت الجبهة الشعبية لتحرير تقراي المشاركة في شن هجوم عسكري على
السودان بل ودعموا السودان بكل ما يستحق من أجل أن يبقى على قيد الحياة الأمر الذى
أدى إلى فشل حملة العدوان التى أعلنها افورقى على السودان عام ١٩٩٧ ، وبالتالي
جاءت فكرة " بادمى " كمبرر لشن حرب على التقراي وتأديبهم كما كان يظن
افورقى وقد خدع الشباب الاريتري المدربين في إطار الخدمة الوطنية من الدفعات ١ - ٤
بمشروع " التنمية الوطنية " المشؤم وقد حضر كل في موقعه في ابريل ١٩٩٨
الا ان مجموعة من الاستخبارات العسكرية أشعلت الحرب بهجومها على مواقع للتقراي في
صبيحة يوم ٦/ ه / ١٩٩٨ ليتكبد الشعب الاريتري خسارة كبيرة في موارده البشرية
والمادية وأصبحت اريتريا مأوى لأكثر من ٤٠ فصيل إثيوبي وسوداني وصومالي وجيبوتي
ويمنى كما اصبحت مركزا اقليميا دون منازع لصناعة الإرهاب والقتل وتجارة البشر
وغسيل الأموال وتجارة التهريب ونشر شبكات فساد وافساد وتخريب هائلة فى كل دول
إقليم القرن الأفريقي
.
ما هو المطلوب إذاَ ؟
المطلوب هو التحالف مع الجبهة المتحدة للقوى الفدرالية الإثيوبية
بقيادة الجبهة الشعبية لتحرير تقراي وهو ضرورة حتمية للقضاء على عصابة افورقى
كونها العدو الأول والرئيسي للشعب الاريتري دون منازع .
● الاحلاف العسكرية هي ظاهرة قديمة قدم التاريخ حيث شهد العالم على
مر العصور والأزمان صور مختلفة من الأحلاق العسكرية وأصبحت أحد المعالم الرئيسية
لسياسة توازن القوى المعاصرة .
● الحلف هو اتفاق رسمي يتم بين طرفين أو أكثر من طرف من الدول أو
التنظيمات بهدف التعاون فيما بينهم في مجالات الاستخدام المشترك لقدراتها العسكرية
ضد دولة أو مجموعة دول وتنظيمات وأحزاب من أجل تحقيق الأهداف المشتركة وتأمين
المصالح ويعتبر التحالف بأنه اتفاق سياسي بين بلدين لدعم بعضهما البعض عند نشوب
حروب ونزاعات مع بلدان أو شعوب أخرى.
● تهدف الأحلاف إلى:
١- ردع الاعداء
٢- زيادة القوة
٣- تسوية النزاعات
٤- حماية المصالح .
● انطلاقاَ من التعريفات والأهداف أعلاه فان تحالف قوى المقاومة
الوطنية الاريترية مع الجبهة الشعبية لتحرير تقراي أصبح ضرورة ملحة يفرضها الواقع
الراهن بكل تفاصيله ليشكل بديلاً مشروعاً لكسر العزلة السياسية المفروضة على
المقاومة الوطنية الاريترية للتغيير ومن ثم تحقيق الأمن الجماعي وتأمين المصالح
المشتركة للشعبين الشقيقين بتعزيز توازن القوى بين طرفي التحالف المنشود .
0 تعليقات