عادل عصمت
■ يؤكد التنزيل الحكيم أن الرسول «ص» أتاه الله «الكتاب» و«الحكمة»
والكتاب نعرفه جميعا.
■ لكننا لم نعرف ما هى «الحكمة» التى أعطاها الله لرسولنا «ص».
■ ولقد اجتهد الإمام الشافعي فى أول كتاب له فى علم أصول الفقه
«الرسالة» وأكد أن الحكمة هى سنة الرسول «أحاديثه» وظل المفسرون يرددون ذلك
والحكمة عرفها الله فى سورة الإسراء من الآية ٢٣ وحتى الآية ٣٩ -حسب تأكيد المفكر
الإسلامي السوري الدكتور محمد شحرور فى كتابه «الكتاب والقرآن»، حيث أكد الله
تعالى أن الحكمة هى «الأخلاق» وأنه يؤتيها لمن يشاء من عباده.
■ هذا وقد أعطاها الله للأنبياء والرسل ولبعض البشر أيضا ولندخل
إلى الموضوع.
■ قال تعالى «هُوَ الَّذِى بَعَثَ فِى الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا
مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ
وَالْحِكْمَةَ»... «٢» الجمعة.
■ قال تعالى «وَأَنزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ
وَالْحِكْمَةَ، وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ...» النساء ١١٣.
■ قال تعالى «لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ
بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ
وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ...» «١٦٤» آل عمران.
■ يقول الإمام الشافعى فى كتابه «الرسالة» ص ٧٨ وما بعدها من صفحات
مفسرا الآيات: إن الحكمة فى المقصد الإلهى هى «سنة الرسول».
■ وبناء عليه وحسب الإمام الشافعى هناك وحيان وحى للكتاب ووحى
للحكمة.
■ ويبدو أن الإمام الشافعى لم يدرك أن الله أعطي «الحكمة» للأنبياء
والرسل ولقمان أيضا الذى لم يكن نبيا ولا رسولا وهذا بنص جميع آيات القرآن، فهل
أعطى الله سنة الرسول «ص» وأحاديثه إلى الأنبياء والرسل من قبله!
■ ولنستعرض آيات الكتاب
■{وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُم
مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ} آل عمران ٨١.
■ وهل أعطى الله لسيدنا إبراهيم سنة الرسول «ص»؟!
قال تعالى {فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ
وَالْحِكْمَةَ... }النساء ٥٤.
■ وهل أعطى الله سيدنا عيسى سنة الرسول أيضا؟! قال تعالى
{وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ} «٤٨» آل
عمران.
■ وهل أعطى الله سيدنا داوود سنة الرسول قال تعالى {وَشَدَدْنَا
مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ} «٢٠» سورة ص.
■ ونسأل الإمام الشافعى ومن سار على دربه وأخذ برأيه، هل أوتى
لقمان سنة سيدنا محمد «ص» قال تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنا لُقْمانَ الْحِكْمَةَ}..
[لقمان: ١٢].
■ وقال تعالى «يُؤْتِى الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ» «٢٦٩» البقرة.
■ ولمن يريد معرفة معنى «الحكمة» فى المقصود الإلهى نقدم له هذه
الآيات من سورة الإسراء من الآية ٢٣ وحتى نهاية الآية ٣٩ وسوف يخبرك الله فى الآية
٣٩ عن معنى الحكمة وسوف تعرف أن الحكمة هى الأخلاق هى التزام محرمات الصراط
المستقيم الذى أتاه الله لجميع الأنبياء، وأنها مجموعة الوصايا العشر التى جاءت
لموسى ولعيسى وهى المحرمات التى أوصى بها الله لكل أهل الكتاب.
■ يقول تعالى «وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ
وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا، إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ
أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا
وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا» «٢٣» «وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ
الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِى صَغِيرًا» «٢٤».. «وَآتِ
ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ
تَبْذِيرًا.....» «٢٦».. «وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَىٰ عُنُقِكَ
وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا» «٢٩».. «وَلَا
تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ، نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ»
«٣١».. «وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا»
«٣٢».. و«َلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِى حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَق»ِّ
«٣٣».. «وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِى هِيَ أَحْسَنُ
حَتَّىٰ يَبْلُغَ أَشُدَّهُ، وَأَوْفُوا بِالْعَهْد، إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ
مَسْئُولًا» «٣٤».. وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ
الْمُسْتَقِيمِ» «٣٥».. «وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ» «٣٦».. «وَلَا
تَمْشِ فِى الْأَرْضِ مَرَحًا» «٣٧».. «كُلُّ ذَٰلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ
رَبِّكَ مَكْرُوهًا» «٣٨».. «ذَٰلِكَ مِمَّا أَوْحَىٰ إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ
الْحِكْمَةِ» «٣٩».
■ هذا هو معنى الحكمة فى المقصود الإلهى لمن يسأل وهى ليست سنة
الرسول «ص».
■ الحكمة فى المقصود الإلهى هى «الأخلاق» ويعطيها الله لمن يشاء من
عباده «يُؤْتِى الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ، وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ
خَيْرًا كَثِيرًا» صدق الله العظيم.
0 تعليقات