عز الدين البغدادي
هو عيب أو اختلال يكون في طريقة تفكير المجتهد، ويظهر هذا العيب
عندما يستظهر الفقيه معنى بعيدا من النص او يدقق في المعاني تدقيقا عقليا يبعده عن
الفهم العرفي، فيطلق بسبب ذلك فتاوى شاذة وغريبة، ويمكن أن نذكر من أمثلة ذلك ما
ذهب إليه بعضهم من طهارة المني؛ واحتج بقوله تعالى: ( وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي
آدَمَ )، وما روي في شأن أحدهم ممن عاصر الإمام الصادق ( ع ) والذي كان يرى وجوب
غسل الدبر بخروج الريح‼
ويحكى أن بعض القضاة حكم بدفن رجل حي شهد الشهود بموته في زمن
غيبته بزعم أنه ميت شرعاً وبحسب البينة الشرعية والميت يجب دفنه شرعاً!
وقد يمثل له أيضاً: بمن توهم أن (رفع الحاجب) في الغسل يراد به رفع
حاجب د العين، إلى أعلى حين الغسل! ومنه أيضا ما ذكر من أن بعض الفقهاء ذهب إلى أن
لمس المرأة ينقض الظهارة لأنه توهم أن ( أو لامستم النساء) يقصد به المس وليس
الوطء كما هو معروف.
وقد حضرت لسنوات البحث الفقهي لأحد الفقهاء المعروفين، وكان متمكنا
جدا من مادته إلا أنه كان يتهم باعوجاج السليقة، وقد لاحظت ذلك فعلا في أمور من
قبيل ما ذكره مرة من أنه لا دليل على حرمة مطلق الإنسان دون تقييد بالمؤمن‼
كما طرح مرة رأيا غريبا حول ولادة الإمام المهدي وإمكان إثباته.
كما ان اعوجاج السليقة لا يختص بالفقه ففقط، وقد ذكر السيد الخوئي
أن بعض مشايخ المحقق البحراني توقف في وثاقة الشيخ الصدوق، وقال: وإني أعتبر ذلك
من اعوجاج السليقة، و لو نوقش في وثاقة مثل الصدوق فعلى الفقه السلام.
كما ذكروا أن الجزائري في "حاوي الأقوال" ذكر بريدة بن
الحصيب في الضعفاء، وقد انتقد لذلك وقيل بأنهم نسبوه في ذلك إلى اعوجاج السليقة.
0 تعليقات