هادي جلو مرعي
بالعناق الحار، والقبلات. بالزغاريد على
الطريقة الفلسطينية، بكلمات الود، وعلامات النصر، ومواكب العزة استقبل أهالي (بيت
فجار) في مدينة بيت لحم أمل جهاد علي الأسيرة المحررة التي قضت سبع سنين عجاف في
سجون المحتل صابرة محتسبة، وكانت تعرضت لإطلاق نار، ثم جرى تلفيق تهمة باطلة لها
بوضع سكين الى جانبها، وهي ملقاة على الأرض، والدماء تسيل منها للإيحاء بأنها كانت
تقوم بمحاولة طعن لعدد من جنود الاحتلال.
أمل كانت متوجهة حينها الى السوق لشراء
حاجيات لإتمام حفل زفافها في العام 2014، ولم تكن وضعت في الحسبان أن يتحول حفل
الزفاف الى عرس وحشي تتخلله الدماء، والمحاكم والسجون، وطوال سنوات سبع كانت تعاني
مع رفيقاتها محاولات التنكيل والإذلال من سجانيها ااذين يتصفون بالجبن والخسة، وقد
عبرت بعد تحررها عن حزنها إنها تركت خلفها أسيرات يعانين في السجن من ظروف معقدة
وصادمة، حيث وضعت كاميرات للمراقبة في حجرات السجن، ولاتستطيع الواحدة منهن أن
تحظى بالخصوصية ولو للحظات، وهي تعلم إن عين المحتل المجرم عليها.
ولدت أمل في العام 1994 وكنت للتو أكملت
السنة الأولى من دراستي الجامعية في بغداد حيث فلسطين ترافقنا في جغرافيا المدينة
وشوارعها ووسائل الإعلام، لكن أمل أكملت دراستها في السجن، وبمعدل فاق المعدل الذي
حصلت عليه أنا في الجامعة، وكنت عاهدت
نفسي أن أنجح كل عام، وبمعدل جيد فوق المتوسط، وتحت الجيد جدا، وهنا يكمن التحدي
حين ترفض الهزيمة، وتشعر فجأة إنك تمثل روح فلسطين، ومستقبل شعب صامد لايتراجع،
ويواصل المسير نحو الحرية والاستقلال والتحرير، ومهما كان الثمن… فجأة وجدت
العروس، وقبيل زفافها إنها عروس جريحة مدماة، قد تستشهد، يتم علاجها، تعرض على قاض
صهيوني، يحاكمها ويحكمها بسبع سنين عجاف أخضرت بمجرد أن تيقنت من أنها تحولت من
أمل الشابة الى أمل فلسطين، وإنها أصبحت حديث الناس بكل الفخر والشجاعة، وإن
وجودها في السجن هو عنوان حرية جديد لها، ولكل الأسيرات المحررات، واللاتي مازلن
في سجون الاحتلال، يقاومن بصبر لايلين..
تحية لفلسطين العزيزة.
0 تعليقات