نصر القفاص
فى مسرحية "مدرسة المشاغبين" قال "سعيد صالح"
تعريفه الكوميدى "للمنطق" وضحكنا!!
وإذا حاول البعض أن يحدثنى عن "قضية الوعى" باعتبارها
"المنطق" كما يراها "سعيد صالح" يصبح طبيعيا أن أضحك.. لأن
"الوعى" لا يمكن أن يكون "صناعة" يملكها قطاع عام أو خاص..
وله مستهدف من حقه أن يشتريه أو يعزف عن ذلك!! وما أعرفه أن "الوعى"
حالة عقلية وفكرية.. ثقافة وفهم تفرزهم أمة من مبدعيها وأصحاب الضمائر والمواقف
الوطنية فيها!!
ببساطة شديدة.. أردت القول أننى أضحك كلما تابعت الغاضبين من
"أغانى المهرجانات" وهؤلاء أنفسهم يعلمون أن من يناقش هذا الموضوع هو
"إعلام المهرجانات" فى زمن فرضت فيه "سينما المهرجانات"
نفسها.. وكنا قد أطلقنا عليها "سينما المقاولات" بعد أن دمرنا المسرح فى
بلادنا بإفساح الطريق "لمسرح المهرجانات" وقلنا عليه "المسرح
السياحى"..
والطريف أن رافضى "أغنية المهرجانات" هم نجوم
"إعلام المهرجانات" والذين سيطروا على "سينما المهرجانات"
ودمروا المسرح بما فرضوه علينا من "مسرح المهرجانات" ثم أصبح لدينا
"ساسة مهرجانات" و"نواب مهرجانات"وكلهم ضد "أغانى
المهرجانات" لنصل إلى ذروة العبث.. بل قل لنصل إلى تجويد "المسخرة"!!
بدليل أننا اخترعنا "سينما البحر الأحمر" فيما يسمى
"مهرجان الجونة" ورحنا نسخر من مهرجان "البحر الأحمر" على
الطريقة السعودية!!
كل هذا لا يعنينى وإن كان يأخذنى للضحك مع تجويد "الصبر
والصمت والملل".. لكن ما يعنينى.. ومستعد لأن أدفع الغالى والرخيص دفاعا
عنه.. هو "حالة الوعى" لمجتمع, والتى يحاول تشكيلها "نجوم
المهرجانات" ويقدمون للرأى العام "قضية الوعى" على أنها
"النفاق الرخيص"!! لذلك اخترت السباحة ضد هذا التيار بالقراءة والفهم
وبذل الجهد, قبل أن أكتب لكى أقدم للقارىء ما أنفقت فيه من جهد وزمن هو ما تبقى من
عمرى.. واعتقادى أن هذا مجرد اجتهاد أحترم من يختلف معه إذا بذل الجهد نفسه, ودفع
الثمن نفسه.. أما أن يختلف فى وقت الفراغ, بأن يقول "كلام" يشبه
"الكلام" فهؤلاء أستأذنهم أن أنصرف عنهم.. والذين يختلفون بما يستحق
المناقشة.. سأفعل وأنحنى لهم تقديرا واحتراما.. لكل ذلك أستأذنكم فى تقديم رؤيتى
واجتهادى لمسألة "الديمقراطية" فى مصر.. أصلها وفصلها.. وأطمع فى الفوز
بمنزلة المهمومين بقضية "الوعى" ومكانة القادرين على تشكيله.. أما
المشغولين بأن "الوعى" صناعة, ويحاولون أن يشغلونا بمسألة "أغانى
المهرجانات" فلا أملك غير السخرية منهم والانصراف ضاحكا.. لأن مصر كلها أصبحت
تعرف من قبضوا مقدما ثمن "تدمير الوعى"!! وهؤلاء لن يكون لديهم وقت
لقراءة فصول من كتابى "الديمقراطية الفاسدة" التى سأنشرها خلال الأيام,
وربما الشهور القادمة.
0 تعليقات