هادي جلو مرعي
غالبا ما أسمع من مثقفين وصحفيين وأكاديميين، ومن عامة الناس، وعند
طرح إسم شخصية ما لمنصب ما رفيع، وغير رفيع عبارة تقول (يحكمنا وين المتردية
والنطيحة) وهو وصف للشاة التي تعرضت لنطحة قاتلة، أو تلك التي أصابها ماجعلها غير
صالحة للأكل، وتعبيرا عن رفض الناس لتلك الشخصيات، غير إن الواقع يحكم بغير ذلك،
فمن غير المعقول إن كل عراقي يعرض عليه منصب، أو يرشح له هو من صنف النطيحة
والمتردية، وأرد على هولاء: إن وصف (النطيحة والمتردية) قد ينطبق علينا نحن أيضا
كمواطنين، وعلى قاعدة: كما تكونوا يول عليكم، فإذا كان حكامنا من (المتردية
والنطيحة) فنحن أيضا (نطيحة ومتردية) ومن قال إننا أفضل من حكامنا، فلو راقبنا
حركة البلدان والشعوب لوجدنا تماثلا بين الحاكم والمحكوم، وخوف متبادل، ولكن ليس
من بعض، بل من القانون الذي ينصاع له الجميع، ولايختلفون عليه.
وإذن فالمتردية والنطيحة وصف يمكن أن ينطبق على الحكام، ولكنه
ينسحب على الشعب الذي يحكمون، لأن الشعب الذي يسمح بمدراء عامين ووكلاء وزارات
ومستشارين ووزراء ونواب وو من صنف المتردية والنطيحة، ويكرر ذلك لمرات ومرات هو
أيضا قريب من هذا الوصف، وهذا ليس إتهاما، بل تساؤلا مشروعا مع هذا الكم من
التراجع والفشل والضياع، والمشكلة ستكون كارثية إذا كنا، ومن يحكمنا من ذات الصنف!
0 تعليقات