مهداة إلى الدكتور
جاسب الحجامي الذي أخجلني كثيرا بمواقفه الطيبة والحالات الإنسانية التي أجابني
فيها على الدوام.
هادي جلو مرعي
الرضا في مثل هذه
الأمور قد يكون السبب فيه شخصيا في جانب، وفي آخر بناءا على سلوك عام، لكن كليهما
يفترضان فعلا إيجابيا تماما من الشخص المرضي عنه، وسواء كان الرضا من أفراد، أو من
مجموعة بشرية، فهو رضا في كل الأحوال.
غادر الدكتور جاسب
الحجامي منصبه كمدير عام لدائرة صحة الكرخ، وتحول الى العمل في مقر الوزارة تهيئة
ليتسلم منصب وزير الصحة في الحكومة المقبلة حسب ظني، وللذين تصوروا الأمر بوصفه
إقالة، أو إبعادا، أو نقلا فإن الأمر في الحقيقة هو إستعداد من جهات سياسية نافذة
قررت ترشيح الحجامي لمنصب الوزير بناءا على تجربة تنفيذية مهمة قام بها في فترات
مختلفة، وبلغت أعلى درجاتها مع نزول ضيف ثقيل على البشرية هو الكوفيد 19 المعروف
بكورونا، والذي حول حياة البشر الى جحيم لايطاق، منتظرين الموت كما بدا للوهلة
الأولى، وقد عملت الملاكات الطبية العراقية بطاقتها الكاملة، وقدمت عشرات الشهداء
من الأطباء والممرضين والكوادر الإدارية التي كانت تواجه حربا فيروسية بكل
ماللكلمة من معنى ما جعل كل طبيب، وكل ممرض، وكل إداري في مؤسساتنا الصحية، وفي
العالم جنديا في أول الصفوف، ومقاتلا من الطراز الأول والشجاع.
بعض المسؤولين عندما تحاول الإتصال به فكأنك
تحاول الوصول الى السماء السابعة، وبلاجدوى، وبلاطائل خاصة مع المسؤولين الذين
حولوا دوائرهم الى دكاكين، لكنني ولاأعلم رأي آخرين قد لايرون ماارى عرفت من السيد
الحجامي حرصا على الإستجابة للحالات الإنسانية، وليس توخيا لشرور صحفي مبتز، أو
ناقد لاذع بشكل شخصاني لاقول آنه كان يجاملني، وهو يعلم يقينا إنني، وسواء إستجاب
لطلب مني، أو رفض سأكون ممتنا وأشكره، وكان يستجيب دون إنتظار الشكر، وكان يستجيب
في غالب الأحيان على رسالة واتساب، ويلبي المطلب الإنساني سواء في حالات المرض، أو
في بعض الإجراءات الإدارية التي تحتاج فعلا إنسانيا.
في أيام كورونا عرف عن صحة الكرخ نشاطها
المتميز، ودورها في تخفيف معاناة المرض، ومحاصرة الكوفيد 19 والعمل على مدار
الساعة لتوفير متطلبات معالجة المرضى وإسعافهم، دون إغفال الحالات المرضية الاخرى،
أو التقصير مع المستشفيات التي تعالج، وتوفر الرعاية الصحية للمواطنين الذين
تداهمهم أمراض مختلفة، وهو نجاح وفر بيئة جيدة لعمل مستقبلي، وخبرة متراكمة ستساعد
في التحضير لأي تحديات صحية يمكن أن يتعرض لها العراق، أو القطاع الصحي.
أدعو للدكتور الحجامي
بالتوفيق في مهمته المقبلة، وللعراق وشعبه بالطمأنينة والسلام والخير.
0 تعليقات