عزيزي النجم الكبير محمد صلاح - تحية طيبة وبعد ...
بخصوص ما تردد في الآونة الأخيرة من لغط وجدل وجدال فلا تلتفت
إلينا ولا إلى مجتمعنا الدوجمائي الغارق في مستنقعات الثرثرة والرغي والنميمة
والعداء ولا إلى أولئك الذين فقدوا الأمل في العيش في مجتمع حر عادل يتساوى فيه
الناس جميعا فإن الذين تربوا طوال العمر على القهر وفقدان الحرية سوف ينهشون في كل
من يتمتع بها في أي مكان .. إن الذين يتشحون اليوم بوشاح الدين والأخلاق لم يعيشوا
معنى الحرية التي كفلها الدين للبشر إنهم هنا يمارسون الوصاية حتى ضد أنفسهم وإن
ظهر بينهم من يتحدث عن الحرية نبذوه واغتالوه بألسنتهم وطعنوا في سمعته وذمته وفي
دينه وفي شرفه إنهم سوف يحلمون حتى الممات بالوصول إلى أي أرض تحقق لهم الآدمية
والتكافؤ وسوف يبادلونك المقت والعداء طوال الوقت (فكيف تعيش ناجحا ثريا حرا ونحن
لا نملك ثمن قنينة بيبسي حجم كبير) .. ما زالوا يلعنون حظوظهم وما زالوا يحلمون كل
صباح بالفرار إلى أرض تمنحهم الإنسانية والكرامة بل إن أغلب الذين فروا يعيشون
بجوارك هناك في الشوارع الخلفية ليتمتعوا بما لم ينالوه في بلادهم ..
ورغم أننا نمتلك نسبة هائلة جدا من المساجد والكنائس والقنوات
والكتب الدينية .. وعدد مهول من الفقهاء والمشايخ والقساوسة والبرامج الأخلاقية
والدينية .. ولدينا عشرات الآلاف من الكتب والمؤلفات الدينية وملايين المواعظ
المطبوعة والمسموعة والمرئية التي تحض على الرحمة والرأفة والفضيلة والضمير والقناعة
والاجتهاد والشرف والإنسانية إلا أننا نسجل أرقامًا مرتفعة جدا في معدلات الجريمة
والفساد في العالم ونسجل الرقم الأخير على العالم في مستوى التعليم ولدينا مؤشرات
غير مسبوقة في الفتنة الطائفية وغسيل الأموال وتهريب الآثار والفساد الإداري
وانتشار الرشاوى والسرقات والاختلاسات وممارسة التعذيب والاضطهاد وتحقير الآخرين
ولدينا عدد لا بأس به من الدواعش والمتطرفين ونُداهن القتلة واللصوص والمفسدين
مقابل المال وتنتشر المخدرات والبلطجة بين الشباب وتنتشر العلاقات غير الشرعية
والمشبوهة في كل مكان ناهيك عن السلوكيات الرديئة في الشوارع مثل التحرش وسوء
الخلق والسباب والشتائم وعدم احترام المرور ولا المارة وأكوام من القمامة والذباب
وإعلاما ينهش في أعراض الناس علانية على الشاشات ومؤلفات عديدة كالغثاء وأغاني
وأعمال فنية ترسخ للبلطجة والجهل والقبح والتردَّي .. ناهيك عن الديكتاتورية
والاستبداد والانفراد بالرأي ومصادرة الآراء واستباحة حرمات الناس ... إنها صورة
زائفة لا تصل إلى الجوهر ...
عزيزي (أبو الصلح) لا تغضب ولابد أن تُشفق علينا فما جرى للناس هنا
طوال عقود مضت وحتى اليوم يجعلهم كما ترى وأخطر .. إننا نعاني هنا كما تعلم من
الكبت والتجهيل والإفقار والتهميش والتجاهل فماذا تنتظر يا صديقي من عقول مضطربة
واهنة لقد أصابنا الضعف والوهن والهزال .. ولكن عن نفسك فقل ما تريد واعتنق ما
تشاء واقرأ ما يروق لك واشرب ما تحب وارتدي ما تفضله وأطلق لحيتك أو احلقها واجعل
زوجتك تتسلم الجائزة في أي وقت واسجد بعد الأهداف في أرض الملعب واخلع التيشرت
لتظهر عضلاتك للجميع وحقق نجاحات وامضي في طريقك الذي لن يطاله أحد من أولئك
الغوغاء .. أما عن الذين يبحثون عن التريندات سواء بالقدح في سيرتك أو بالمدح فلهم
العذر فقدرك أن تكون مشعل التريندات في قارات العالم فقد ملأت الدنيا وشغلت الناس
...
وفي النهاية السلام ختام ..
صديقك / مواطن مصري لا يشرب البيبسي
مجرد رؤية
عبدالعزيزالسماحي
0 تعليقات