آخر الأخبار

ترميم النظرية القومية

 

 


عز الدين البغدادي

 

لا زلت اعتقد بان النظرية القومية هي الأفضل لتكون أيدلوجية منطقية للدولة لأسباب كثيرة، منها إيمانها القوي والمطلق بالدولة، ومنها ان رؤيتها الى الدين واقعية ترتكز الى إيمانها بالقيم الكبرى دون الدخول في التفاصيل التراثية الفقهية والعقدية والتاريخية، ومنها لكونها تؤمن بالعقل، وكذلك لأنها تؤمن ببناء الإنسان القوي والمجتمع القوي وترفض الميوعة والترهّل، ولو تحت الشعارات الانسانوية المائعة التي تحمل في داخلها ثغرات خطيرة جدا تمس امن المجتمع. كما أنها تمثل مصفاة تمنع من التدخلات الأجنبية باسم الدين، وأخيرا وسادسا فإنها تعطي مجالا حيويا سهلا وواسعا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وبسهولة نسبية بسبب وحدة اللغة والدين والتاريخ وغير ذلك من عوامل الوحدة.

 

الا ان تجربة المرحلة السابقة كشفت لنا أيضا عن أخطاء وقعت فيها لا بد من ترميمها نظريا وعمليا، ربما كان أهمها المبالغة في نظرتها الى موضوع الوحدة وهو خطأ جعلها تهمل رؤيتها الى الدولة الوطنية، اعتقد ان الدولة الوطنية هي الأساس، وان ما يمكن ان نحققه هو مشروع تكامل بين الدول العربية وليس اتحادا بالصيغ التي كانت تطرح سابقا وفشلت بأجمعها.

 

وأيضا تحتاج الى صياغة تؤكد على احترام كل المكونات في داخل الأمة واعطائها ثقة بالمشروع السياسي والاجتماعي التي يفترض ان تحمله، بمعنى ان لا تكون استفزازية لغيرها من القوميات او الديانات او الأقليات عموما.

 

 

 

إرسال تعليق

0 تعليقات