آخر الأخبار

من باب "لو" ..

 




 

حمدى عبد العزيز

19 ديسمبر 2019

 

 

 

سأعتبر الأزهر أهم المنارات الثقافية الكبري للشرق، وأحد أهم أضلع القوي الناعمة للدولة المصرية إذا مافعل خمسة أشياء فقط ..

 

1 - أن يقرر صراحة أن الوهابية مذهب مدمر، زرع بذور الإرهاب الديني الحديث في منطقة الشرق الأوسط ..

 

2 - اعتبار أن ازدراء الأديان والعقائد الدينية الغير إسلامية هو نوع من أنواع الاستعلاء الديني الطائفي الذي ينتمي إلي أفكار الفرقة الناجية والطائفة المنصورة ، وأن هذه الأفكار تمثل نوعاً من أنواع التعالي الطائفي الديني الذي، يتعارض مع الغايات والمقاصد الخيرة الرحيمة والبارة بالإنسانية علي شمولها ..

 

3 - أنه ليس من بين مهام الأزهر الإفتاء بتكفير أحد ما أو جهة ما ، أو إثبات إيمان أحد ما أو جهة ما لأن قضية الإيمان والكفر الديني قضية تخص العلاقة بين الإنسان وإلهه الذي يعبد ، ودينه الذي يدين .. لأن الدين للديان وليس لإنسان ما أو مؤسسة ما علي الأرض ..

 

4 - أن يعيد الاعتبار لابن رشد وفرج وفوده ونصر حامد أبوزيد وكل المفكرين الذين ناضلوا من أجل حرية العقل الإسلامي من الذين تعرضوا لازدراء وتحريض عمائمه على نحو وصل إلى إهدار حياتهم ، واستباحة دمائهم ، وأن يعترف بالمذابح والفظائع التي ارتكبتها دولة الخلافة العثمانية وآخرها وليست أولها مذابح الأرمن وأن يدينها ، وأن يعتبرها جرماً في حق العقيدة الإسلامية لأنها جرم في حق الإنسانية ..

 

5 - أن يقوم بثورة على هياكله الحالية بإقامة سياق وظيفى جديد يرتكز على أنه لا ولن يمارس أي سلطان كهنوتي علي الناس أحدهم أو بعضهم أو جماعاتهم ، ولن يسعي إلي ذلك إنطلاقاً من إيمان الأزهر كمؤسسة ثقافية ودينية كبري بأن الدين للديان ، والأوطان للشعوب صاحبة الحق الأصيل في التشريع للدساتير والقوانين التي تحقق لها النفع والخير في أوطانها ، وأنه لايعمل من أجل تثبيت سلطة ما دينية أو غير دينية ، وأنه يهدف إلى نشر وتعميق الجوانب الحضارية الإنسانية التى يمكن أن يكون عليها الدين الإسلامى ، كدين حمل من المقاصد العليا الخيرة للإنسانية شأنه شأن جميع الديانات والعقائد التى جاءت لتؤكد إنسانية الإنسان ، والعمل من أجل أن ينخرط الإنسان المسلم فى العطاء الحضارى الإنسانى ، بمايعنيه ذلك من ضرورة تبنى ثقافة الإعلاء من شأن العقل والعلم والإبداع الإنسانى وكل مايساهم فى تقدم الإنسان وحريته ومؤاخاته ..

 

وان يعلن صراحة أنه ليس هيئة رقابية بأي شكل من الأشكال وأن كافة أشكال الرقابة والوصاية التي مورست من هيئاته كانت جزء من عدم إدراك الدور الوظيفي الحقيقي للأزهر كجامع أكبر ومنارة إسلامية ثقافية ليس من شأنها فرض سلطة أو وصاية علي الناس أو ممارسة أي نوع من أنواع الرقابة علي إبداعاتهم العلمية والثقافية والفنية أو السعي لبسط أي نوع من أنواع الوصاية علي الحياة المدنية ومناخاتها الثقافية والسياسية باسم مذهب أو عقيدة أو سلطان ما ..

_____________

إرسال تعليق

0 تعليقات